في مواسمِ الدمارِ، حيث تنتشرُ رائحةُ الدّمِ، و تغيبُ الموسيقى خلفَ أصواتِ الرصاصِ، تبقى بعضُ النساءِ على حافةِ الحياةِ واقفاتٍ كالوتد، يُلوّحن للغائبين بأهدابٍ مثقلةٍ بالدموعِ، وينزفن الصبرَ قطرةً قطرةً. وكأني أسمع إحداهن تقولُ : لاشيءَ إلا الموتُ يسكنُ أرضنا والخِنجرُ المسمومُ والأعداءُ لا أحد يعرفُ كيفَ تنجو الأمهاتُ من فاجعةِ الفقدِ، كيف لا تنهارُ الأرضُ تحتَ أقدامهنَّ حين يُقتلع …

ها انا اتجول في هذه المدينة الخربة . تصعدان معا وتنزلان معا الرقصة والضحكة في قلوب الاطفال . ” قيمة وتمن ” صيحة هزها الشوق والجوع في الزقاق الفقير يركض السواد كله الاطفال والعجائز الظلال الهزيلة مثل اسلاك الكهرباء لم يتبق منها سوى النحاس قد ضربته الشمس وصار اسودا من الجوع قدور الفضة مطارق لامعة في نهار آب مثل لمعان …

تَوَقَّفْتُ عنِ الرَّكْضِ خَلْفَ الأَجْوِبَةِ، لَم أَعُدْ أَبْحَثُ عن مَلامِحِ النَّجاةِ في وُجوهٍ لا تُشْبِهُني، ولا أَطْلُبُ منَ الغَيْمِ أَنْ يُنْزِلَ مَطَرًا يَكْفيني. تَعِبْتُ… من أَنْ أَكونَ قَوِيَّةً دائِمًا، ومِن حَمْلِ قَلْبي كَجَبَلٍ لا يَتَهَدَّمَ. في داخِلي أُنْثى تَصْرُخُ، لا بِصَوْتٍ… بَلْ بِوَجَعٍ يَتَسَلَّلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلى عَيْنَيْها. تُريدُ فَقَطْ حِضْنًا لا يَسْأَل، يَدًا لا تُخْذِل، وصَمْتًا يَحْتَوِيها دُونَ أَنْ …

استنشقتُ الذكرى بأنفٍ مُضرجٍ بالحنين، كانت لاذِعة، وكنتُ أجهل السبب! طويتُ الصفحة… مرارًا مرارًا، كمن يطوي وجهَ الزمن، من صحيفةِ الوهم، ويهمسُ للنهار: إنّ الليلَ سفّاحٌ يغتالُ الضوء… لكنّ الذكرى لا تُدفن في الورق، ولا تُمحى بالحبر، إنها تعود… كلّما تنفّستُ، كأنها قرّرت أن تتكاثف صمتًا يغتالني للأبد.  

(في رثاء الشيخ ربيع هادي المدخلي رحمة الله تغشاه) يا خالق الخلق يا ربي يا عالم السر والنجوى يا من إليك أشتكي غُلبي يا سامع الصوت والدعوى نوّر بهذه الحياة دربي وارزقني البر والتقوى أيضاً وفرج على شعبي وارفع عن اوطاني البلوى واحفظ لي اهلي مع صحبي وانزل لنا المن والسلوى واخسف بمن قد نوى حربي ومن على شعبنا استقوى …

كم حاولتُ الوصولَ إليك… لكن دون جدوى طويتُ ورائي كلَّ شيء إلا التفكيرَ فيك… لم أستطع نسيانك يا مهجتي كأنك كهرباءٌ في شغاف الروح وجريانٌ دافقٌ في الضلوع قرأتُ شعرك… فأدهشني وقِيلَ إنك تعشقني وتغرق في غرامي أنتَ حياتي… وأنتَ منيتي لكن الحظ يعاندنا حتى لا نجد شجرةً نستظلُّ تحت ظلّها أو نتكئ على جذعها .. الكلمات تُسمرني كم أشبهُ …

نقعت روحي في الألم ثم تذوقت طعم الأسى كان مرا ! حركت الآهات قليلاً قليلاً قليلاً مزج مع حركات تشبه السيوف الحادة من قبل الأيادي لا يزال مرا ! وكنت لا أعرف السبب.. كل ما في الأمر أحلام تمزقت قبل أن ترى الضوء… ولكنني، أحاول إقناع روحي انها مجرد أيام وستمر.  

يازين إيش فيك تغدر بي وليش ذا الهجــر والبلوى من بعـدما ذبت في حبي وخلّيتني في هواك أغوى نيرانك الآن تعصـــف بي وصرت للهجــر لا أقـــوى من حـلَّ لك وازَخَم نَهْبِي؟ وأنت لي غايــة الرجــوى أو من أتى بك إلى دربي؟ وخلاني بك واارشا أهوى وه في خديدك أرى طبي وأنت لي المنّ والسلــوى أغلط وجي بس من سبي خليني …

أيَّ مرمى نفايات سنلقي بمشاعرنا هاقد أتيت؛ عدت إليك؛ التقينا كالعادة، ماذا كنت ستخبرني به عن تبريرات غيابك؟! عن سبب جفائك؟! عن انطفاء مشاعرك؟! بم ستعتذر؟! آعن عتمة مشاعري، ام عن اغوار جراحاتي التي سببتها لي بغيابك؟! بم ستحدثني الآن؟! ومن أين نبدأ بالحديث؟! وكيف نبدأ؟! وإلى أين سينتهي ؟! ماهي أخر محطة نضع فيها مشاعرنا،؟! وأي مرمى نفايات نلقي …

في ليلٍ معتم، نهضتُ من نومي بعد كابوسٍ مخيف. سكبتُ كوبًا من الذكريات، وارتشفته رويدًا رويدًا. اختنقت، وبدأت أنفاسي تنقطع… ما هذا الذي ارتشفته؟ أهو سُمّ؟ أم ماذا؟ حينها، تذوّقت مرارة الفقدان. أخذتُ وعاءً من تفاصيل الماضي، غليتُه بدموعي وأحزاني، وحرّكتُ سكون الليل بصوت أقدامي. وجدتُ بقعةً في الكوب… من كان هنا؟ هل عادوا مجددًا؟ من ارتشف من الكوب؟ من …

ملكت روحـــــي مـــع قلبي ماعدت غيرك بشر أهــــوى سحرتني والفــؤاد تســــبي وأنا بحبــك بديت أقــــوى قلبي بدأ في الهوى يحـبي ياراحتـــي أنت والسلــــوى والذنب والله مـــش ذنبــي من دونك العـمــــر مايسوى شكيت حبـــك الــــــى ربي مــن أنزل المنّ والسلـــــوى وقلت يا الله كن حســـــبي دعيت بالخير فـــــي نجوى تزيح لي الهم مـــــن دربــي يافارج الضــــــيق والبلــوى وبعدها ياعيـــون صـــــــبي يارب …

هرمنا وشاخ بنا القدر وظل جرحنا يعشق النزف كبرنا وظل الحزن جليس أهداب الردى شاخت رؤوس الآه فينا وجليد حلمنا ذوبه الخريف حزينون والحزن رضيع طفولتنا وخطونا كفيف وما لجرحنا حد وصباحنا غضيض الطرف كفيف لنا أفواه هجرت المضغ يشتهيها فتات الرغيف متعبون كريح متعب ذلك الدخان بشوارعنا وألم عنيف عطور النوايا صارت مبعثرة فما مقدارها بثوب غير نظيف أموات …