مواسم الموت
محمد طكو مهداة إلى حلب الشهداء حلب الشهباء
*********——————————-*********
هزّي الضمير بجذع الأم والولدِ
يسّاقط الأهل تحت القصفِ كالبردِ
ويُسفكُ الدمُّ في نيسان أنشقهُ
كنفحةِ المسكِ يا شهْباءُ من كبدي
أنّيتِ يا روح ضعف الدهر من تعبٍ
بهمزة الوصل بين الماء والزبدِ
و رقصة الوهم أن الروح في مرحٍ
و سادن الغدر لولا الوهمِ لم يرِدِ
و يرعبُ الطفل حتى في حضانته
ويقتل الأم ما ولدت ولم تلد
كم أربعين عجافٍ في مسيرتنا
حتى تفجّر هذا الصبر يا جلدي
حتى تجلّى لكل الناس حاضرهم
و أشرق الحق يا شهباء فارتعدي
فهبت الأرض تكبيرا لثورتهم
ودمدم الأهل بعد الصبر والرمدِ
فردّها الظلم بالنيران مستعراً
ليقتل الناس قتلاً غير مقتصدِ
فالطائرات من الأنحاء تطحننا
تحت الركام جميعاً دونما سندِ
يبعثر الصخر أشلاءً لمن وقعوا
ويغرس الرمل والأسلاك في الجسدِ
كم من أكُفٍّ تراها دونما بدنٍ
كم من رؤوس على القرميد والعمدِ
و يصرخ الطفل تحت الهدم منفجراً:
ربــّــاه عفوك إني ألف مرتعدِ
خذني بأهلي إذ لا شيء أدفعه
حتى أدافع عن أهلي و معتقدي
هذي دفاتر أحلامي سأتركها
للعابرين على أطلالنا بِغدِ
شعري كمنجات أحزانٍ و تعزفه
أصابع القهر في اوتار مضطهدِ
أعتق الصبر علّ الشام تقبلني
عزف اليمام على الناجين من كمدِ
يا أيها القهر في الشهباء موعدنا
كموعد الخير والأعناب في بلدي
وعدٌ من الحب في سوقٍ سأعبره
أقايض الشعر بالتسبيح للصمدِ
غداً سأخبر ربّ الكون مظلمتي
أنّا ذُبحنا ببطش الظالمِ الأسد
شعر : الشاعر العربي محمد طكو