بينما كنت جالساً على شط النهر , إذ بعصفورة كبيرة تهوي على الأرض بجواريِ و معها فرخها الصغير تُطعمه . تأمل معي ما أجمل إبداع الخالق في خلقه ,ماذا تفعل الأم الحنون؟ راقب.. أسمى آيات الحب و التضحية الحب و السلام الحب و العطاء .
تعال ألق عليهم ببصيرتك فبصرك وحده لا يَكفي . هذه العصفورة و هذا ابنها بعدما هويا على الأرض سويا ترى ماذا يفَعلان؟
ها هي الأم تنبش الأرض نبشاً و كأنها تحرث الأرض حرثاً , تبحث عن فتات خبز, في منقاره أشاهد حبة حنطة , تندفع للأمام قفزة و لفم ابنه تدفعها دفعا , يصرخ الاثنان و أنا لا أفهم لصراخهما معنى.
تنبطح الصغيرة للأمام و تهز جناحيها تتمايل على الأرض بجسدها و كأنها سفينة غارقة بين أمواج البحر تحاول الاتزان كسابق عهدها ما أجمل عطف الأم و ما هو حال الاثنين
معاً تدور الأم و خلفها فرخها الصغير و لكن لَم يستمر الوضع كثيراً ها هو الخطر قادم من بعيد و ماذا تفعل الأم ؟
لحظات و سوف تقع الكارثة أُم تصرخ و تنزوي للخلف و لحظة تقفز للأمام , في تلك اللحظة كانت تقترب الكتلة الضخمة لتعبر دون قصد و الفرخ الصغير عاجز عن الطيران أو القفز بعيداً , ها هو ثابت في مكانه .
و الأم تصرخ ألف صرخة و تريد أن تهاجم هذا العملاق العابر , لصوتها غير سامع أو مكترث تفرد جناحيها و تمط رأسها للأمام تخطو . حلوة الروح و الحياة غالية ترجع للخلف برهة لا أبداً سوف تحاول و أن …..
زاد الموقف حرجاً و الخطورة مستمرة و تمر الثواني و ينتهي المشهد يا لقلب الأم الذي مازال يخفق حتي كاد أن يخرج خارج قفصه الصدري ربما تفقد فرخها و كان لسان حالها أين أنت يا ربي ؟ تدمع عيونها و القلبان الآن ساكنان و اللسانان عاجزان و لكن سبحان من أزال لكبوة , مرر قدمي العملاق دون عنوة , الذ ي أزال الخطر عنها . عندما كاد أن يفتك بهم و لكن أى عملاق يفتك وهناك من يرحم و أى سارق يسرق و هناك من يحرس , أستدارت الأرض بهم ومن أعلى و من أسفل و نزل العملاق النهر , فردا العصفوران جناحيهما و إلى أعلي النهر حلقا و الأمل معهمامتدفقا كل لحظة و كل ساعة و كل يوم