آفاق حرة – خاص
حاوره عبدالرقيب طاهر / اليمن
“آفاق حرة تستضيف” الشاعر والإعلامي محمد سلطان اليوسفي محمد سلطان اليوسفي 1992م ـ شاعر وكاتب وإعلامي يمني .
المسؤول الثقافي والإعلامي لمنتدى الحداثة والتنوير الثقافي . عضو نادي القصة اليمني (إل مقه ) … له الكثير من المشاركات في القنوات الفضائية وفي الصحف اليمنية والعربية ومواقع التواصل الاجتماعي … اليوم سيكون معنا هنا في زاوية أقلام رائعة على موقع صحيفة آفاق حرة الإلكترونية . أرحب بك أخي محمد أجمل ترحيب ، وأرحب كذلك بكل القراء والمتابعين لهذه الصحيفة الإلكترونية الرائعة صحيفة آفاق حرة . ونبدأ حوارنا مع ضيف رائع بروعة جمال اليمن السعيد …
ـ إعلامي وشاعر .. أين تجد نفسك أكثر ، و ما هو المسيطر عليك الإعلام أم الأدب ؟
ثمة نقاط يلتقي فيها الشعر والإعلام ، فالإعلامي صاحب رسالة ورؤية ، والشاعر أيضًا صاحب رسالة ورؤية يسعى لإيصالها ، وكل واحد منهم يسعى لإيصال رسالته بلغته الخاصة والمتميزة ، فلغة الشعر وما فيها من أحاسيس وتعابير رقيقة تكون أكثر تأثيرا في المتلقي ، ولها قيمتها الجمالية ، لذلك أنا أجد نفسي أقرب إلى الشعر ، والشعر يستهويني كثيرًا .
ـ عزيزي محمد سلطان في ظل الحرب و الحصار في اليمن والظروف الصعبة إلا أننا وجدنا أقلامًا رائعة وشابة صاعدة بقوة … كيف تقرأ أنت كمثقف هذه الظاهرة الجميلة ؟
المبدع لا يتبرم من الظروف المحيطة به مهما كانت قساوتها ولا يجعلها عائقًا أمامَ طموحاته وتطلعاته ؛ فالطريق لن تكون مفروشة بالورود أمامه ، وإنما محفوفة بالمخاطر الجمة ، لا سيما في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها بلادنا اليمن ، وهذه الأقلام الشبابية الواعدة بحاجة إلى من يرعاها ، ويتبنى إبداعها من خلال التشجيع واتاحة الفرص لهم لنشر أعمالهم كي ترى النور .
ــ العنصر النسائي حاضر بقوة في المشهد اليمني كامرأة مثقفة وأديبة … وهذه تعتبر ظاهرة صحية بامتياز في ظل الانفتاح على العالم رغم العزلة والمحافظة في مجتمعنا اليمني ؟ برأيك هل هذه الظاهرة كان سببها الانترنت أم التعليم في اليمن؟
المرأة في اليمن ناضلت وتناضل من أجل الحصول على حقها في كل مجالات الحياة ، وللتعليم دور مهم في ذلك فهو صورة من صور النضال الذي تقوم به المرأة لضمان حصولها على حقوقها .
ـ نأتي أخي محمد على مشهد آخر يعتبر غائبا ، هو المشهد النقدي أين النقاد ؟ يكاد الأمر يكون معدوما” يا سيدي في ظل تصاعد وتيرة الكتابة بشكل واضح ؟.
لا نستطيع أن نقول أن النقد الأدبي غائب تماما عن المشهد الثقافي في اليمن ، كما لا نستطيع القول أن هناك حراك نقدي قوي في الساحة الأدبية ، وإنما نسمع من حين لآخر عن صدور بعض المؤلفات في مجال النقد الأدبي وبعض الأطروحات والرسائل الجامعية في النقد ، ولكن الجانب التنظيري وحده لا يكفي لتقييم مسار النص الأدبي بأنواعه مالم يكن هناك جوانب تطبيقية تدرس النص دراسة تحليلية عميقة ، ولابد من النقد فهو من يضمن ازدهار الحياة الأدبية والثقافية ، فالنقد ليس مجرد قيود أمام كاتب النص ، إذ إن الناقد البارع يُحلق في أفق النص مبينًا جوانب القوة والضعف ، الجمال والرداءة ، التجديد والتقليد … وبهذا يكون النقد قد أدى دوره الايجابي وحقق غايته الجوهرية .
ــ هناك الكثير من الأقلام الشابة سواء في الكتابة أو الشعر أو القصة. هل هناك أسماء تستحضرها الآن ترى فيها ما يبهرك؟.
الأسماء كثيرة في شمال الوطن وجنوبه سواء في مجال الشعر أو الفنون الأدبية الأخرى ، يَعجز تتبعُنا عن حصر هذه الأسماء ، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي جعلتنا قريبين كل القرب من هذه الأسماء ، وبعضهم حصل على جوائز محلية وعربية ، ويلفتني كثيرا في مجال الشعر الشاعر يحيى الحمادي وهو شاعر مُجيد ، غزير الإنتاج ، كل يوم يبهرنا بجديده الشعري الفريد ، الذي ينم عن موهبته الفذة .. وغيره كثير من المبدعين الذين لا يتسع المجال لذكرهم .
ــ هل صدرت لك أعمال شعرية أو كتابية ؟ .
لنا أعمال شعرية وكتابية نتمنى أن ترى النور في القريب العاجل ، وإلى الآن لم يصدر لي أي عمل شعري أو كتابي ، سوى ما نشر في بعض الصحف ، ولكن لي تحت الطبع ديوان شعر ، وكذلك كتاب عن فن الغناء اليمني الأصيل ، نأمل أن نتمكن من طباعتهما ، واخراجهما إلى حيز الوجود .
ــ كيف ترى دور اتحاد الأدباء والكتاب اليمنين ، هل يؤدي الدور المناط به كمؤسسة ثقافية ؟.
اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين مثله مثل بقية المؤسسات الحكومية التي لم يعد لها أي دور في هذه المرحلة الحرجة ، ولا نسمع عن أنشطة ثقافية يتبناها الاتحاد ، أو فعاليات أدبية يحييها أو أي نشاطات أخرى ، فقط ما نسمعه عن الاتحاد بيانات النعي التي يتبناها في حال تُوفي أحد الأعضاء ، بينما يعجز الاتحاد عن تقديم أبسط الحقوق للأعضاء وهم على قيد الحياة .
ــ ما رأيك في الأديب السياسي المتحيز لفئة حزبية ؟.
الأدباء ـ سواء كانوا شعراء أو كتاب ـ هم لسان حال الشعب ، وهم من يتوجب عليهم تبني قضايا الشعب ونقل معاناته وهمومه وتطلعاته ، ومن حق الأديب أن ينتمي لأي حزب اقتنع بمبادئه وأهدافه ، ولكن عليه قبل ذلك أن يكون صاحب رؤية لا يقبل بمنطق التفرقة والخصومة ، وألا يكون لسان حال للقتلة وأعداء الحياة ، فهو مسؤول عن كل كلمة يقولها ، وكثير من الأصوات ـ للأسف ـ أصبحت اليوم أبواقا من أبواق الحرب .
ــ أنت كرجل إعلام خريج قسم الإذاعة وتلفزيون … كيف ترى واقع الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في اليمن , مقابل الدور البارز لوسائل التواصل الاجتماعي والانترنت بشكل عام؟.
الإعلام اليمني بمختلف وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة في حالة يرثى لها ، وواقع الإعلام مزرٍ إلى حد كبير ، وهذا انعكاس للصراع العسكري والسياسي الحاصل في البلد ، فلو أخذنا على سبيل المثال الصحافة في اليمن ستجد من ثلاث إلى خمس صحف في مدينة صنعاء تابعة لطرف واحد ، بينما أُوقفت عشراتُ الصحف التي كانت مستقلة أو تابعة لأحزاب وجماعات ، وهناك انتشار لإذاعات أف ام ربما قرابة عشر إذاعات محلية وهذا شيء جيد ، ولكن هناك سقوط وإسفاف في محتوى الرسالة والمضامين الإعلامية ؛ وذلك لغياب الكوادر المؤهلة تأهيلا صحيحا ، فكوادرنا الإذاعية المؤهلة لم يتم الالتفات لها بل تم استبعادها و قطع رواتبها ، هذا بالنسبة للإعلام التابع لطرف الانقلاب ، ومثله الحال أيضا بالنسبة للإعلام الذي ترعاه حكومة هادي ، فالهزلية وثقافة الحرب ، ومنطق التفرقة هو الذي يجمع وسائل الإعلام التابعة لكلا الطرفين .
ــ بصفتك المسؤول الثقافي والإعلامي لمنتدى الحداثة والتنوير الثقافي ، ما هي أبرز الأنشطة التي يقوم بها المنتدى ؟.
منتدى الحداثة والتنوير الثقافي منتدى حديث النشأة ، يهتم برعاية الفنون ومختلف الانشطة الأدبية والثقافية ، وإقامة الفعاليات والندوات التوعوية ، وتكريم الموهبين والمبدعين في المجال الثقافي ، كما يسهم المنتدى في نشر مفاهيم الحداثة والمدنية ، ويدعو إلى نبذ ثقافة الحقد والكراهية السائدة اليوم ، إضافة إلى ذلك فالمنتدى يقوم بتنظيم الدورات التدريبية المتنوعة في مجالات عدة منها المجال الإعلامي والثقافي .
ــ أعتقد بأنك قرأت رواية الرهينة لمطيع دماج التي ترجمت لأكثر من لغة . هل سيشهد الأدب اليمني مثل هذا العمل مرة أخرى ؟.
رواية الرهينة للأديب الراحل زيد مطيع دماج ـ رحمه الله ـ من أشهر الروايات ليس فقط على الساحة الأدبية اليمنية ، وإنما عربيا ؛ فقد تم اختيارها ضمن أفضل مئة رواية عربية في القرن العشرين . واليوم في المشهد الأدبي الروائي على وجه الخصوص كثير من الروائيين اليمنيين ، ولهم أعمال روائية حصدت جوائز عربية أمثال محمد الغربي عمران ، وعلي المقري ، وحبيب عبد الرب السروري وغيرهم كثير، وبمثل هؤلاء ـ إن شاء الله ـ سيشهد الأدب اليمني أعمالا روائية قوية ومنافسة للرواية العربية .
ـ مسك الختام سيكون بنصٍ من نصوصك الشعرية ، فماذا تختار لنا ؟
سأختار نصًا قريبا إلى قلبي ، بعنوان ” صمتُ الأضواءْ” .
مَا زلْـتُ بِجنْحِ الظَلْمَاءِ يُفْزِعُنِي صَمْتُ الأضواءِ لَكأنَ الظلمةَ جاثمةٌ والليلُ تَشَبَّـثَ بردائـي يا ليلُ تَنَحَّى ، لي أملٌ أن تشرقَ شمسٌ بسمائِي يا ليلُ بِجُنْحِكَ أناتي تزدادُ ويـزدادُ عنائـي في قارعةِ الصمتِ رمتني أمـواجٌ في جُـنحِ مساءِ خَاصمتُ الليلَ وظلمتَه أشعلتُ قناديلَ ضيائي وأتيتُكَ يا وطني أسعى مِنْ بَعدِ فـراقٍ وتنائي فرأيتُكَ تَنْزِفُ مُنْكَسِرًا يجتاحك دَمُ الأشلاءِ يا وطني يا دمعةَ حُزْنِي يا وجعي يا كلَ شقائي مأساتُك تجتاحُ كياني وجراحُك تسكنُ أعضائي يا وطني أفوَاهُ ذئابٍ تَمْتَصُ دِماءَ التعساءِ ـ في الأخير أشكر لك سعة صدرك أخي محمد سلطان وأشكر تواجدك الذي جعل القارئ اليمني بشكل خاص والعربي بشكل عام يطلع على دور المثقف اليمني الفاعل في الساحة.
اسلام عليكم
اتابعك منذُ فترة ليست بالكثيرة لكنها جعلتني ااخذ عنك إنطباع جميل ..
إحساس بأنك كاتب رائع أخي عبدالرقيب لكنك اليوم أثبت لنا بأنك أيضاً إعلامي ومحاور ينم عن ثقافة وسعة إطلاع. ..
ما شالله عليك يا رجل. .
أنت إنسان مبهر تابع مسيرتك حتماً ستصل. ..
وكما قيل. ….
من سار على الدرب وصل. …
خالص محبتي لك. ..
شكرا جزيلا