آفاق حرة – الدّوحة/ قطر
أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا عن أنّ رواية “أصدقاء ديمة” للفتيان للدكتورة الأديبة سناء الشعلان ستكون أوّل رواية فتيان عربيّة تصدر بلغة برايل للمكفوفين في إطار مشروع رياديّ فريدة أعلنت مؤسسّة كتارا عنه في ديسمبر الماضي 2020 لطباعة 100 كتاب بطريقة “برايل” للمكفوفين خلال العام 2021، وذلك بالتّعاون مع مركز النّور للمكفوفين.
وقد فازتْ “أصدقاء ديمة” بجائزة كتارا للرواية العربية عن فئة روايات الفتيان في دورتها الرابعة 2018، كما صدرت في طبعتها الورقيّة الأولى في العام 2019، وهي رواية بكاملها عن تجربة أطفال ذوي احتياجات خاصّة في الاندماج في المجتمع، والتّعامل مع أوضاعهم على أنّهم مختلفون لا عاجزون بائسون، وبعض من أبطالها الأطفال هم من شريحة المكفوفين الذين يصمّمون على أن يروا الحياة بطريقتهم الخاصّة التي تتحدّى الظّلمة، ويسيحون في رحلات طويلة مع آخرين من الأبطال الخالدين الذين تحدّوا إعاقاتهم البصريّة، وعلى رأسهم “برايل” الذي تحدّى العمى، وحارب الظّلام والجهل عبر القراءة بأصابعه عبر نتواءت ذات دلالات حرفيّة.
وعن هذا الإصدار عبّرت د. سناء الشّعلان عن فخرها بهذه الإصدار لروايتها “أصدقاء ديمة” بلغة “برايل”، وعبّرت عن شكرها للمؤسّسة العامّة للحي الثقافي كتارا التي اختارت روايتها “أصدقاء ديمة” لتكون باكورة المشروع الذي تبنّته لتكون رائدة في مشروع إبداعيّ تربويّ عملاق يرفد مكتبة الطّفل المكفوف بالجديد في عالم رواية الطّفل في بادرة رائدة تستحق الاحتذاء، كما عدّتْ أنّ اختيار روايتها لتكون باكورة هذا المشروع تقديراً لقلمها وإبداعها، وتكريساً تجربتها في الكتابة للطّفل واليافع العربيّ لا سيما ممّن يعانون من إعاقات جسديّة وعقليّة مختلفة.
وقال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/: “إنّ هذه المبادرة سوف تسهم في إدماج هذه الفئة الهامة في مجتمعاتها، استكمالاً للدور الذي تقوم به الجهات الرسمية في الاهتمام بالجانب الفكري لذوي الاحتياجات الخاصة، مما يسمح لهذه الفئة بتخطي حاجز الإعاقة وتكملة مشوارهم التعليمي والفكري على نحو متكامل”.
والجدير بالذّكر أنّ هذا الإصدار سيُشهر على هامش المؤتمر العربيّ الأوّل للنشر بلغة “برايل” الذي سيعقد في ديسمبر للعام 2021 بتنظيم من المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، وفي هذا الصّدد قال خالد عبد الرحيم السيد مدير دار كتارا للنشر، إن المؤتمر العربي الأول للنشر بلغة “برايل” يهدف إلى حشد الطاقات العربية في مجال النشر للاهتمام بزيادة المحتوى العربي من الكتب الورقية المطبوعة بطريقة برايل والتي تقوم حالياً بجهود فردية لبعض الناشرين وتفتقد للمؤسسية، رغم تصاعد عدد ذوي الإعاقة البصرية في العالم العربي، حيث وصل عددهم لأكثر من 35 مليون كفيف عربي وهو رقم لا يمكن الاستهانة به أو تجاهله.
وأشار إلى أنّ طريقة “برايل” المتبعة في التعلم والقراءة والكتابة لدى فئة المكفوفين معتمدة منذ ما يقرب من مئتي عام، وهناك اهتمام كبير في الغرب باستخدام هذه الطريقة في النشر، وقد أثمر كم هائل من العناوين التي تم تحويلها إلى لغة “برايل”، إضافة إلى وجود مكتبات وأقسام متخصصة في مكتبات الغرب للكتب المنشورة بهذه الطريقة لتمكين ذوي الإعاقة البصرية من الاندماج داخل المجتمع، بينما المكفوفون في عالمنا العربي يعانون من قلة المحتوى الورقي المتاح لهم بلغة “برايل”، مما يستدعي إقامة مؤتمر عربي يبحث في عوائق النشر بطريقة برايل والتي من بينها قلة المطابع والتقنيات التي تعمل بطريقة “برايل”.
وأضاف “ومن جانب آخر فإن عادات القراءة تراجعت في المنطقة العربية مما يجعل دخول ناشرين في هذا المجال مغامرة غير محسوبة العواقب، ولكن من خلال التفاكر بين النّاشرين العرب في هذا المؤتمر الجامع يمكن حشد الطاقات وتضافر جهود الحكومات ومنظمات المجتمع المدني من أجل توفير دعم حقيقي لدور النشر التي تقوم بهذه الرسالة من اجل ادماج فئة المكفوفين في المجتمع”.
يذكر أنّ طريقة “برايل” للطباعة بالأحرف البارزة المقروءة عن طريق اللمس ترجع إلى الفرنسي لويس برايل، والذي أكمل باختراعه النقص الذي كان يعانيه النظام التعليمي للمكفوفين، حيث أصبح بإمكان الطلاب المكفوفين القراءة والكتابة كغيرهم من الأشخاص العاديين وإن اختلفت الطريقة.
وقررت منظمة الأمم المتحدة أن يكون يوم 4 يناير من كل عام “تاريخ مولد صاحب الطريقة” يوماً عالمياً للغة برايل، وبدأ الاحتفال به للمرة الأولى في .