أطل على ذاتي من مرآتي ؛ وأراني أدفع عن أيامي تخثر الوقت في أنفاسي ؛كأني
أسبح في ربع خال ؛أعبره بغطبة أشربها من حلم قصيدتي .
هنا؛ قرب انصراف الوقت عني أجمع أوراق العمر بتأن ؛لا أوجع الخريف عند
هبوبه ؛وأدس يد امرأة في ربيعي ؛ فيورق القلب كؤوسا من الخمر ؛تركت لها
وجهي ؛ونصف عمري ؛وغطست ملابسي في بحيرتها حتى ارتخاء أوتار الضجر
لعلي كنت أتلاشى في تموجاتها ثم فجأة التمع فجر الرطوبة في كفي ؛ من كثرة
ما رسمتني على أوداج فراغات الموسيقــا تركت أناملي تتابع مشاهد الرقص
التي يحتفي بها نبضك.
هدهدني جبروت الإيقاع في أنغامك حتى لامست حافة الصمت في داخلي ؛ وأنبت
صمتي عن كلامي ليكون العراء أول مواسمنا عند حافة الظل . يدي عارية إلا منك
تصفف أعشاب الربيع على صحن الضوء ؛ثم تعود إلي مضاءة بزبرجد البسمات .
انتبذت منك مكانا قصيا؛ وبنيت للحياة مقامي فيك؛ لعلي أتسرى إليك قليلا ؛ قليلا .
في سمرتي ؛مرة أخرى ؛ رجع تلاوين الخجل والصمت ؛وبينهما كنت أكسو
حرارتي بنعيم يفيض من خطواتك. صرت أعرف اهتزاز النخيل في اشتهاءات
المساء في خلواتك ؛ربما ظللني الشغف بيد من سلاف الصمت .
لم أعد أعرف رصيفا يسع خطوي إليك ؛ سوى جبلة تفتقت في اخضرار الحياة
حين هبت ألطافك من ساقية من خارج الأرض. لم أتوقف ؛أبدا ؛ قرب دالية
العمر ؛وإنما بت أقطع أسرار الرغبة بما يبقيه الرخام على وجه القصيدة .
لصمتي فيك ظمأ يتطهر من إلتواءات التصحر ؛ ويرن في مسامعي ؛حرا ؛
كمن راقصته البروق في ليلة مدلهمة .
كالشموخ ؛ هيأت مراياي لأستريح من وجع النظر المتعدد إلى شظايا التيبس في
معطف اللاسكينة . هل بقي من الكلام ما يكون ورشة للإقامة في ضوء القلب ؟