عمان – آفاق حرة
استضاف منتدى سما الثقافة في السابعة والنصف من مساء أمس الأثنين ببيت الثقافة والفنون أمسية قصصية شارك بها كل من القاص أحمد أبو حليوة والأديبة اعتماد سرسك .
واستهلت الأمسية التي أدار مفرداتها الأديب شادى العلاوي بالأديب أحمد أبو حليوة الذي قرأ ( الحجة فاطمة ، لو ، في الطريق ، وقصة قصيرة جدا بعنوان الأخيرة )
وكانت أولى قصته الأولى الحجة فاطمة التي اعتمدت في مضمونها على أحداث القضية الفلسطينية منذ نكبتها الأولى إلى ما بعد توقيع اتفاقية السلام مع العدو الصهيوني ، وعدم اعتراف الحجة فاطمة بارغم من أميتها بغير المقاومة طريقا للتحرير. ومما جاء في قصته الحجة فاطمة :
هي جدته وجدة أبيه وجدة جده… (جدتي) هكذا وعى على الدنيا يناديها، وهكذا وجد أباه وجده يفعلان، بل هذا ما كان أفراد عائلته الحنطية البشرة يرددونه عندما يرون (الحجه فاطمه) السمراء اللون.
تقول الحكاية إن جد العائلة الأكبر اشتراها من سوق للرقيق أيام البلاد لزوجته التي أحبّها وتعسر إنجابها، وقيل إنّها الطفلة الباقية من عائلة منكوبة قدمت من أفريقيا، وقيل وقيل… ولكنّ المهم في الموضوع أنّه أهداها لزوجته التي كان يحبّها حبّاً جمّاً بعد حولين من الزواج، فسُرت بها وربتها كأنّها ابنتها، وببركة تربيتها على حدّ تعبير شيخ القرية الحافظ للقرآن آنذاك، رزقت بأبناء وبنات بعد ذلك بسنين، وقد اعتبروها جميعاً أختهم الكبرى، وبعد النكبة تساوى الجميع في ظل برد الخيام، وأمام طابور وكالة الغوث لاستلام المؤن، بل وكانت الغلبة للأعلى صوتاً وأشد (ردحاً)، وقد امتلكت (الحجّه فاطمه) ومنذ صغرها تلك المقومات بجدارة، بالإضافة إلى بنيتها الجسدية الضخمة والقوية.
يقال إنّها كانت فتاة وطنية شجاعة وجريئة ولطالما عرّضت نفسها للخطر جراء تخبئتها لفدائيين وأسلحة في مخيمين سكنتهما واحد غرب النهر وآخر شرقه، وساعدت هؤلاء على القيام بعمليات عسكرية ناجحة ضد ذاك الكيان الغاصب، والأجمل من ذلك كلّه أنّها كانت تساعد الجميع من شيوعيين وقوميين ووطنيين ويمينيين ويساريين من المنتمين الصادقين لقضيتهم والساعين للتضحية بأرواحهم من أجل حرية بلادهم، ورغم أنّها لم تكن تفهم تركيبة هذه التنظيمات وماذا تعني، إلا أنّ الجميع يذكر عبارتها الشهيرة التي كانت توجز فيها الحالة والغاية برمتها بقولها: “المهم إنّهم فدائية… المهم إنّهم فدائية وبقاتلوا اليهود… إللي سرقوا أرضنا”.
وفي نصه ( لو ) الذي اعتمد فيه على الأمنيات والاحلام الصغيرة التي يعيشع\ها الفقير والطفل الفير معتمد لغة شعرية جميلة في هذا النص ومنه نقتطف :
لو أنَّ الطفلةَ التي ولدتْ في يومِ مولدي، وشاركتْني غرفةَ الخداج، ولم ترني ثانيةً، قالتْ لي: بكيتُ بغزارةٍ، وصرختُ ملءَ فمي، نداءً لكَ لا لأمي…
لو أنَّ الصغيرةَ التي تقاربُني في السنِّ، والتي لعبتُ معها في الحديقةِ، قالتْ لي: كمْ رجوتُ أنْ نلعبَ طوالَ العمرِ على ذاتِ الأرجوحةِ…
لو أنَّ زميلتي في الروضةِ، قالتْ لي: كنتُ أقاسمكَ ألعابي، وبعضَ طعامي، كي أشاطركَ العيشَ كلَّ حياتي…
لو أنَّ ذاتَ المريولِ الأخضرِ، قالتْ لي: أيّها الكسولُ، كمْ كانتْ تلومني على تأخري عنِ الدوامِ معلمتي، وأنا المستيقظةُ باكراً، أتصيدُ منْ بعيدٍ لحظةَ خروجِكَ كي نلتقي…
لو أنَّ ابنةَ الجيرانِ التي كانتْ تمسحُ الماءَ أمامَ البيت، قالتْ لي: تعمدتُ أنْ أرفعَ عنْ ساقيَّ أكثرَ ممّا يجب، كي تعرفَ صيفاً لونَ الثلج، وتلسعكَ نيرانُ المراهقةِ أيّها الغبي..
أما الأديبة اعتماد سرسك فقد قرأت كجكوعة من فصصها القصيرة التي عاينت فيها بعضا من قضايا المرأة… وكثير من الأمور التي تعاني منها المرأة واساليب التربية التي اعتمدت في تربية الابناء والتي جعلت من الأنثى كأئنا ثانويا ليس له مكانا إلا الهامش وبعض القصص العاطفية .
ومما قرأت :
((اهرب منك لانساك تجتاحني اكثر واحبك اكثر ))
وقصة قصرة أخرى :
(( أحاسيس كثيرة تجتاحني هذه الأيام ايضيع العمر دون أن نلتقي ما زلت اواصل بحثي بين الوجوه والاقنعة ))
وفي ختام الأمسية وزعت ريئسة منتدى سما الثقافة بمعية الدكتورة هناء البواب رئيس منتدى بيت الثقافة والفنون الشهادات التقديرية على المشاركين ومن ثم التقطت الصور التذكارية .