أنت الآن داخل دائرة مشتعلة… هي قلبي
احذر،
أنت تقرأ الزوبعة
………………
أكتب الآن على آخر ورقة فارغة من دفتر أحلامي
أظن أن كل ما سوف أكتبه بعد ذلك سيكون مكتوباً على أوراق سرقتها من دفاتر ليست لي
أو على جدار فارغ
أو جذع شجرة مقطوع
سأكتب ربما على مقعد في محطة مزدحمة
أو على أوراق وردة مقطوفة
على الظلال
على جلدي ….
سأكتب على شاهدة قبر موجود داخل قلبي …..
قلبي( المقبرة الوحيدة التي لايهابها العشاق لأن أشباحها مازالت تمارس الخطيئة والرقص والأمنيات )
…………………….
إنني أتعلم لغة جديدة،
حتى لو انقطع الحديث بيني وبينك
ستظل أفواهك المزروعة على جسدي تثرثر باستمرار
ولن تتوقف أصابعي عن لمس صوتك وكتابة الكلمات إليك
حتى لو هربتَ إلى الشاطئ
سأجدّف وحدي
حتى لو اخترتَ الجفاف
ستظل غيمتك قريبة من أرضي
أعرف أننا لانتلامس لكنني ممتلئة بهطولك
لقد أغلقتُ مسامات جلدي عليك
وأعرف أنك تكره كل مامضى … وتحبني
……..
أنا لم أجبرك على ابتلاع نوافذي
ولا قضم قلبي الحزين
لم أجبرك على الرقص مع طيفي المعلق على مشجبك الفارغ
لم أرفع صوت الموسيقى
لم أنادي رائحتك
لم أرش العطر ….
أنا العطر …. ربما
وربما أنت مقبض باب القصيدة
…..
ليس غبياً ماتبادلناه …
ماكسبناه وما خسرناه ….
أنا لا أشبه تلك الصورة المعلقة في غرفتك لامرأة تغطي نصف جسدها بقماش شفاف والنصف الآخر مشتعلاً كالشمس
وجهها متشقق
وعيونها مغمضة…. وسعيدة
في الحب … أنا أشدّ توهجاً من غابة تحترق
جسدي مثل شرفة معلقة بجدار يطلّ على أفق أحمر، أصفر ، أزرق، وأسود
أنا الأرق الذي يعشقك …
أنت لا تعرفني
بل أنت تعرف وتعرف….
أن الستائر ليست حبالاً للمشنقة
….. إنها أراجيحي الليلية
وأن نافذتك البعيدة ليست أقصى أحلامي
حاول أن تقفز خارجها
ستجدني أنتظرك على خطوط الهواء من حولك
ومن حول التفاصيل والأشياء
………
أنا لم أجبرك على تذوق جروحي
وأنت لم تجبرني على شرب كل هذة الليالي الباردة وحدي
ليس غبياً ماتبادلناه …..
ولا مشاهدنا الضبابية
ولا صمتك واختفائي
والمسافات العنيدة
……..
أنا الآن أتعلم لغة جديدة
لقد تصالحت مع جنوني الذي تحبه
ومع خوفي الذي تكرهه
….
كل صباح أوقظ رمادي وأتقمّص ريشة
أنغمس بلون واحد
ألطخّ به جميع لحظاتي
بلا رسام
وبلا لوحة
وعند الليل،، أجمع ماتبقى من قصاصات تعبي
وأتقمص موسيقاي
بلا آلة
بلا أصابع
وبلا أوتار مشدودة
جسدي ليس مكتوباً مثل نوتة موسيقية
وهذياني بلا عازف يدندن هذا الفراق
…..
أنت تعرف جيداً….
انك وحدك تستطيع أن تصطاد أسماك وحدتي التي تسبح في بركة عيوني الغائرة
وتمسح هالاتي السوداء والحمراء والبنفسجية
وتعرف بأن صمتي كثير وصمتك كثير
ولن تتفوه تلك المسافات التي تتسع بيننا بأي لقاء قريب
……
وحدها الرسائل كانت تبعث في نفسي الأمان
وتجعلني أكثر شجاعة كلما وقفت أمام مرآتي
لكنك طويتها
وأحرقتها
ثم نثرتها في وجه غيابي …..
………….
أنا لم أجبرك على السباحة معي في عمق روحي المالحة
لم أشدّك إلى موجاتي الثائرة
أنت تعرفني
ولاتعرف
بأنني أبحر منذ ألف غرق قديم
وأن فقاعات أنفاسي التي تظهر على سطح هذا الوجود هي وحدها تدل على مكاني
ومكانك ….