هل يغلبني حبي إن انكفأ في لونه ؛ وأبقتني ابتهالات الخزامى محررا منه ؟ لا
أنقاض للحب في قلب مزروع باشتعال الأسئلة . هو الحب درب الغزاة ؛ يختار
ولاءه فداء للروح من أغلال الجليد . ويعمد سيادته على أهل الصحو حتى يتباهوا
بسكرتهم الكبرى ؛ ويتبرؤون من كل طاغوت سلبهم نعمة الحمد والعذبة بالعذاب .
من العذاب تسيل قفران العذبة من أصل البلاء؛ إذ يرفع القلب ألوية الفجر بين
زغاريد اللهفة ؛ وأعراس الشوق ؛ فلا ترى بؤس اللون في زمرد التاج .
للحب أسلمت زئبق وقتي حتى أطيل النظر في شراشف الحنين ؛ وقلبي فراشة
تراقص غيم الفرح باشتهاء غير ملعون . كأني أرقم أسرار الحياة على عتباته
وأكون شمعة تحترق من دمي ؛ وتظلل أوجاع الحبيب ؛وإن اشتعلت الأرض
مسافات ؛ وشيعني الغياب ضمورا في دائرة الميلان .
أجوب أحراش الحب حافي القدمين ؛ أخفف الوطء على عشب الحكايات ؛ وأفتح
للجميلات قوس قزح حتى يعبرن إلى شهد العناقيد.
مشتعلا من خوابي الدلال آتيك على ميعاد النبض ؛ ومبشرا بميلاد الشموس في
بلاد الحرائر ؛ كأن ثقل الأشواق زينة الرقص على الجراح ؛ والهوى سكن الجلنار
في نعومة الحرير .
وأعلنت النفير للحب ؛ كمن يجمع وصايا الأنبياء في جمر الغضا ولعنة الفقهاء؛
ويدعو سنابل الغواية إلى لوز الحياة ؛ فلا أى غير أندلس وأنت في رحلة
الحاء والباء . وكل زوايا القلب تراتيل البنفسج .فلا تحرمي نهر الوصايا
من التدفق على أروقة الليل سابحا ؛ببوصلة ؛ في مدائن القرنفل .
أيها الحب المنعطف من أمواج الليل وطقوس الجمر أنا النهر الذي ينداح إلى
أقاصي المسرات حتى يشهق في لجة الفرح مرات ومرات . على رحى الصبابة
أودعت غبطة الوجد ؛ ومشيت في الخلائق أعلن تفتق حدائق الرمان والتين
والأعناب في نواعير النوى ؛ وأضيق المسافات بعطر بلقيس على عروش الماء.
كأني أشرق من ذاكرة النخيل أتوج أنفاس الأرجوان على أنسان الإرتياب دون
بغي في علم الكتاب .في عروق اللظى أعبر عراجين الجنون أفتح خمرة الليل على
اشتهاء يميس بما تبقى من بياض الصدور.