ما كنت قاصدةً دخول الحياة من أزقتها المليئة بالعتمة
وما كنت عاثرةً في اختيار وجهاتي الاستفزازيّة ..
مجتمع ك هذا يحتاج ما أنا عليه و اكثر !!
امرأةً في الرابع و العشرين مثلي تجيد بناء مملكتها كما تهوى احجارها
وتعلم جيداً أيّ الطرق التي هي الأجدر بانطلاقة انتهازيّة ..
امرأةً في المحطة العاشرة مثلي
تتوارث نقاط القوة من الضعف الذي خاض معها معاركها الاولى ، و تكرّثه في رحلاتها إلى الحريّة ..
مثلي انا تدرك ايّ مقعدٍ يناسب فجائية قراراتها
و أيّ صحيفة تنقذها من الاختناق في أتربة الحروب الجهنميّة ..
مثلي انا ليست بحاجة لشراعٍ يأمن عليها من الغرق
فالغرق هو وسيلة للنجاة حتميّة ..
والسرّ الكامن وراء انتصاراتها هو الثقة بأنّ لا فوز بلا خسارة
ولا نجاح دون انتكاسة سابقة لها ..
أنا امرأةً سوداويّة العينين
طويلة الكبرياء
أزليّة العواصف معاطفي مطريّة ..
أفتح كل يوم عينيّ على قساوة الواقع
أحدّق بمرايا غرفتي أبحث عن ابتسامةٍ ممانعةٍ للذبول في
عيني أفتّش عن ذكرى طفوليةّ ..
أهب دمعي للفتيات الضعيفات و أمضي لأنايَ القويّة ..
يداي نحيلتان لكنهما قاسيتان ك قلبي
أقبض بهما على الخوف الذي يتلصص على أقفالي الكريستالية ..
خشنتان ولا يهمني الماركات المسجّلة التي يقتصدنها نساء العالم المتشابهات بالبلادة و الافكار الماديّة ..
قلبي ك حبّة الاسفرجل يغصّ فيه كلّ من يحاول أن يقضم
حجراته الممتلئة بالخطايا
يحتاج الكثير من الصبر و الانتظار
الموت و الحياة
حتى يردّ عليه التحيّة ..
مكدّس هذا القلب بألف مسألة و قضيّة
فأيّ بشريٍّ يطيق الاقتراب من امرأةٍ مقتولةٍ بقضايا وطنها مذبوحةً كما سوريّة !!
أنا امرأة ناهزت الحبّ بألف عمرٍ أو أكثر
فلا تفتّق أزرار الضحيّة ..
على مرّ الأيام اعتدتُ أن أغلّق أبوابي في وجه العواصف
و إن أتت إليّ غاضبةً أطعمها بعضاً من أقنعتي و أرضيها ..
في دنيا الحبّ هناك ما يكفي لأن تنزع الأرض جلودها
و أنا لا وقت لديّ لأعمر بيوتاً أهدمها بملء إرادتي بعد أن تُنسى كما البقيةّ ..
فأنا ك الطّير لا سجن يحمل صوت عويله
ولا سماءً واحدةً تكفي لأجنحته السماويّة ..
لا أحبّ الاشياء العاديّة
لا أحبذ الزوايا إنما أستمتع بالسير في منتصف الأماكن جميعها ، ألعن فيها عصور التكراريّة ..
امرأةً ك أنا لا تصلح لنزالات العواطف واللّكنات القلبيّة
قاسيةً بما يكفي
متمرّدةً بما يضني
مزاجيةً بما يفسد المواعيد
فلن تليق بكَ امرأةً استثنائيّة …