صيدا _ آفاق حرة
برعاية سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية، وقع الكاتب الدكتور وسيم زيد وني كتابه الذي حمل عنوان “ضوابط الإعلام الإلكتروني في ظل التحول الرقمي” وذلك في حفل أقيم في قاعة مسرح جمعية المواساة في صيدا، بحضور جمع من الشخصيات تقدمهم سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور ممثلا بالأستاذ وسام أبو زيد، أمين سر حركة فتح وفصائل م.ت.ف في لبنان اللواء فتحي أبو العردات ممثلا بالسيد حسين أبو العردات، مفتي صور و أقضيتها سماحة الشيخ مدرار الحبال، النائب في البرلمان اللبناني د.أسامة سعد، عضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال قشمر، أمين سر حركة فتح وفصائل م.ت.ف في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة وأعضاء قيادة المنطقة ومسؤولي المهام، ممثلي فصائل العمل الوطني اللبناني والفلسطيني واللجان الشعبية والمكاتب الحركية، ممثلي الإتحادات والنقابات والجمعيات و المؤسسات التربوية والشبكةالمدرسية، ولفيف من الاطباء والإعلاميين والمهتمين وسيدات من المجتمع الصيداوي والفلسطيني، اليوم الثلاثاء ٢١ أيار ٢٠٢٤.
إستهل الحفل بالوقوف دقيقة صمت و تلاوة الفاتحة لأرواح الشهداء، تلاهما عزف للنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، من ثم تلاوة عطرة من الذكر الحكيم للطالب في ثانوية الإيمان يحيى الحريري، تلاه كلمة و مقدمة وجدانية من عريف الحفل الإعلامي جهاد النوري.
الفقرة الأولى للحفل كانت مع أبيات شعرية من وحي المناسبة للشاعر المبدع الفلسطيني عمر زيداني.
وتخلل الحفل عدد من الكلمات أبرزها لسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور ألقاها بالنيابة عنه ممثله الأستاذ وسام أبو زيد الذي نقل خلالها تحيات سعادة السفير دبور وتقديره الكبير لكل إبداع فلسطيني، وتشجيعه الإنتاج الفكري والثقافي والمعرفي لأن معركتنا مع المشروع الصهيوني طويلة، وإيماننا بأن روايتنا الفلسطينية ستتفوق على الرواية والدعاية الصهيونية لأننا أصحاب الحق وأصحاب الارض الأصليين.
وأثنى أبو زيد على محتوى الكتاب و فحواه مؤكدا أنه ذوو أهمية قصوى، في ظل ما نعيشه اليوم من تفلت واضح على مواقع التواصل الاجتماعي من مجافاة للحقيقة والموضوعية ما يضع القارئ والمتتبع للاحداث وبخاصة بالنسبة لقضيتنا الفلسطينية في حالة من التجهيل المقصود من قبل البعض الذين يحاولون فرض وجهة نظر محددة على المتلقي وبالتالي العمل على تزوير الحقائق وتشويهها ومحاولة زرع بذور الفرقة والخلاف بين ابناء الشعب الفلسطيني وشق الصف الوطني.
وأردف، في المقابل وخلال العدوان الاسرائيلي المستمر على ابناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس لعب الاعلام الالكتروني دوراً مهماً وبارزاً في اظهار حقيقة ما يحصل على ارض الواقع. واستطاع الكثيرون ولا سيما بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج بتعليمات وتوجيهات السيد الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، واعلامنا الفلسطيني الملتزم بمعاناة الانسان الفلسطيني والمؤثرين نقل معاناة ابناء شعبنا وما يتعرضون له من مجازر وحرب ابادة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، واستطاع هؤلاء من خلال ارائهم المكتوبة والمرئية والمسموعة على منصات التواصل الاجتماعي ان يضعوا المتلقي امام الحقيقة الواضحة والكاملة وبالتالي كان لهم الاسهام الابرز على المستوى الاعلامي في توجيه الرأي العام في مختلف الدول تجاه الحقيقة المطلقة التي تحاول حكومة الاحتلال تزويرها وتقديم روايتها الكاذبة للعالم.
وتابع، من هنا نجد اليوم الساحات والميادين والجامعات في مختلف دول العالم تمتلئ بالملايين الداعمين لحقوق شعبنا الفلسطيني والمنادين بالحرية لفلسطين وشعبها وقضيتها، واصبحت راية فلسطين ترفرف عالياً في مختلف الميادين لان العالم بدأ يقتنع اكثر واكثر بالرواية الفلسطينية، ولم يعد الجيل الجديد في هذه الدول مقتنعاً بما كانت تفرضه الرواية الصهيونية على مختلف وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فما يشاهده العالم من قتل للاطفال والنساء وبشكل مباشر على محطات التلفزة العالمية وامام الكاميرات يضع كيان الاحتلال حكماً في موقع المتهم وفي قفص الاتهام وبالتالي نشاهد لاول مرة في محكمة العدل الدولية محاكمة واضحة وصريحة للاحتلال على ما ارتكبه من مجازر وحرب ابادة بحق شعبنا الفلسطيني، وضمان محاسبة المسؤولين عن المجازر ومرتكبيها ووقف العدوان فوراً.
وأردف، تستمر حرب الابادة والعدوان الصهيوني على شعبنا الاعزل منذ اكثر من سبعة اشهر نتج عنها اكثر من مائة وعشرين الف فلسطيني غالبيتهم من الاطفال والنساء بين شهيد وجريح وتدمير أكثر من 70% من المساكن والمنشآت في قطاع غزة ونزوح حوالي مليوني مواطن فلسطيني، واستهدافها الممنهج للمنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة وبخاصة وكالة الاونروا ومنع وصول المواد الاغاثية والطبية لاهلنا، وما زالت حكومة الاحتلال بدعم امريكي تمعن في ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح في تحد سافر وفاضح للقانون الدولي، ولكن شعبنا يواجه هذا المشروع بكل بسالة وصمود وارادة، متسلحاً بحقه التاريخي في العيش على ارض اجددانا وايمانه العميق بحقنا في تقرير المصير، كما اثبت شعبنا الفلسطيني بصلابته وصموده بان ما من قوة تستطيع كسر ارادته بانتزاع حقوقه المشروعة وتصميمه بالثبات على ارضه رغم مشاريع التصفية منذ 76 عاماً، فرأينا 143 دولة في الجمعية العامة للامم المتحدة تصوت لصالح احقية دولة فلسطين بالحصول على العضوية الكاملة في الامم المتحدة في رسالة واضحة وتأكيد كبير من المجتمع الدولي للحق الطبيعي والقانوني والتاريخي للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتطلعاته نحو التحرر والاستقلال والعودة والعيش على أرضه كباقي شعوب العالم.
وأكد أبو زيد خلال كلمته على ضرورة افشال المشروع والعدوان الاسرائيلي وانجاز مشروعنا الوطني الفلسطيني وهذا يتطلب منا جميعاً تمتين الوحدة الوطنية الفلسطينية والتكامل النضالي ما بين العمل السياسي والكفاحي.
وأثنى أبو زيد على العلاقات الاخوية التي تجمع بين الشعبين اللبناني والفلسطيني في مدينة صيدا والجوار والعمل على تعزيزها وتطويرها ونشيد بنموذج الاخوة والتعاون بين مدينة صيدا ومخيمي عين الحلوة والمية ومية.
كما أكد ان امن واستقرار المخيمات الفلسطينية ثابت من الثوابت الوطنية الفلسطينية وواجب اخلاقي وطني ومسؤولية مشتركة يتحملها كافة مكونات النسيج الوطني الفلسطيني، وتفرضه على الجميع أواصر الأُخوة الفلسطينية التي تجمعنا ومشتركات المعاناة ووحدة الهدف والمصير المشترك، وعلى رفض ومواجهة أي مشاريع واجندات تستهدف مخيماتنا وتجمعاتنا.
وختم أبو زيد كلمته بالقول ان توقيع هذا المنتج العلمي يؤكد ان الشعب الفلسطيني سيبقى رائدا في كل المجالات لا سيما في زماننا الحاضر حيث من يساهم من منطلقاته التاريخية في اقتصاد المعرفة يضمن موقعا له ولشعبه في الحقيقة الوجودية المرتبطة بتثبيت وتطوير مداميك ارثنا الحضاري والعلمي الامر الذي يوجب المثابرة على مزيد من البحث العلمي الذي يعتبر السد المنيع في مواجهة محاولات كي الوعي الذي بارادة شعبنا لا سيما مثقفينا لن يفلح في تحقيق أهدافه في تزوير الحقائق والتاريخ
مبارك لكم ولنا هذا المرجع العلمي.
وأؤكد ما قاله مؤسس ثورتنا ورمز نضالنا الرئيس الشهيد ابو عمار “ان هذه الثورة ليست بندقية ثائر فحسب، ولكنها نظم شاعر وريشة فنان وقلم كاتب ومبضع جراح وإبرة لفتاة فلسطينية تخيط بها بذلة فدائييها”.
ثم كانت كلمة الكاتب الدكتور وسيم وني والذي حيا بدوره الحضور ناقلا باسمه واسم الحضور جميعا أطيب التحيات الصادقة إلى الصابرين المناضلين في غزة هاشم الذين يسطرون تاريخ فلسطين الحديث بل تاريخ العروبة كلها بدمائهم واشلائهم المتناثرة في ساحات الوطن دفاعا عن قضية فلسطين العادلة فباسمكم جميعا نقبل جبينكم يا أهل غزة ويا اهل الضفة ويا أهل القدس ولنا بإذن الله موعد قريب في ساحات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة في دولتنا الفلسطينية القادمة وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله.
ومما جاء في كلمة الدكتور الوني:
نحتفل وإياكم اليوم بتوقيع هذا الكتاب القيم الموسوم بعنوان (ضوابط الإعلام الالكتروني في ظل التحول الرقمي) حيث يعيش العالم اليوم ثورة إلكترونية ورقمية جعلت العالم قرية صغيرة يستطيع كل فرد منا أن يتجول فيها بكل سهولة بل وأن يضع له بصمة وبصمات في هذه القرية الصغيرة وخاصة في مجال الإعلام والتحول الالكتروني والذي أصبح أكثر تأثيرا من غيره بل أصبح في نظر البعض عنصرا مهما من عناصر التغيير والتعبير والتوجيه.
وعلى سبيل المثال ونحن نعيش حرب إبادة وارهاب دولة منظم ضد أبناء شعبنا الفلسطيني واليوم نرى الأهمية الكبيرة للإعلام الالكتروني وكيف استطاع هذا الإعلام أن يجعل جامعات امريكا والغرب تنتفض لأجل غزة ولأجل فلسطين وكيف استطاع الإعلام الالكتروني من طمس الرواية الصهيونية التي تقوم على (شيطنة) أبناء شعبنا الفلسطيني ووصفه بالإرهاب واعتمدت الشعوب رواية فلسطين وقضيتها حتى أصبحت فلسطين القضية الأولى في العالم على أهم المنابر الدولية.
لقد قام الإعلام الالكتروني والرقمي بكشف ما يرتكبه الكيان الغاصب بحق الشعب الفلسطيني من مجازر وابادة جماعية مما جعل هذا الكيان منبوذاً ومتهماً في محكمة الجنايات الدولية.
ان الكتاب الذي بين ايديكم يعتبر جهد متواضع قمت به من أجل تسليط الضوء على ضوابط الإعلام الالكتروني في ظل التحول الرقمي .
هذا الإعلام الذي غزا العالم اليوم وجعل كل منا عنصرا فيه بقصد أو بدون قصد لذا كان لا بد من تسليط الضوء على الصحف الإلكترونية ونشأتها وتطورها وتحريرها وسماتها وخدماتها من أجل أن هذا الكتاب مرجعا للطلبة والاعلاميين والمهتمين سائلا المولى عز وجل أن يوفقني وإياكم دائما إلى طريق الحق والصواب .
وفي ختام كلمته توجه الوني بالشكر الجزيل لكل من
* سعادة سفير دولة فلسطين الأخ أشرف دبور
* أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان الأخ فتحي أبو العردات
* دائرة الشباب في سفارة دولة فلسطين
* حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والتي اعتز بانتمائي لها
* جمعية المواساة التي أعتز كوني أحد أفرادها
* نقابة الصحفيين الفلسطينيين التي أعتز بانتمائي إليها
* الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين الذي أعتز بانتمائي لهم
* مجموعة الوادي الإعلامية
وكل من ساهم بإنجاح هذا العمل.
وختم كلمته بإهداء كتابه هذا لروح والده الشهيد زيد محمد وني ولكل شهداء الثورة الفلسطينية والعربية ولأمهات الشهداء ولأسرانا البواسل في السجون الصهيونية الزائلة بإذن الله…..
مرددا مقولة الخالد الشهيد الرمز ياسر عرفات “عظيمة هذه الثورة إنها ليست بندقية فلو كانت بندقية لكانت قاطعة طريق ولكنها نبض شاعر وريشة فنان وقلم كاتب ومقبضة جراح وإبرة لفتاة تخيط قميص فداءيها وزوجها”.
وفي ختام الحفل وقع الكاتب الدكتور وسيم زيد وني كتابه الذي حمل عنوان “ضوابط الإعلام الإلكتروني في ظل التحول الرقمي”.