ناصر ميسر
أكد الرئيس ، عبد الفتاح السيسي، أن إجراء مصالحة في فترة حكمه مع جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في بلاده حاليا، “قرار الشعب” وليس قراره.
وفي رده على سؤال حول إمكانية إجراء مصالحة مع “الإخوان”، قال السيسي، في مقابلة مع قناة “فرانس 24” أجريت اليوم الاثنين في إطار زيارته إلى فرنسا: “السؤال ده لما يتوجه ليا بقول حاجة واحدة بس.. الإجابة عند الشعب المصري مش عندي أنا”.
وأضاف السيسي موضحا: “الشعب المصري في حالة غضب شديد، ويجب على الآخرين وضع ذلك في الاعتبار”.
السيسي: نطالب قطر بعدم التدخل في شؤوننا والكف عن دعم الإرهابيين
وعلى صعيد الأزمة القطرية، أكد السيسي أن مصر والسعودية والإمارات والبحرين تطالب قطر بعدم التدخل في شؤون الآخرين ووقف دعمها للإرهابيين، محذرا من تدفقهم إلى بلاده من سوريا والعراق.
وقال الرئيس المصري :”هناك مطالب لإعادة الأمور لوضعها الطبيعي، ولا نطلب شيئا غريبا، بل نطلب عدم التدخل أو دعم الإرهاب والمتطرفين أو الإجراءات الأخرى، ومطالب مصر والإمارات والسعودية والبحرين واضحة، وإذا أرادوا التعاون فالرد واضح”.
وأضاف السيسي: “إن مصر سياستها ثابتة بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ونطالب الدول الأخرى بعدم التدخل في شؤون مصر”.
وبين الرئيس المصري: “لا أسمى دولا بعينها، لكن هناك دول تقوم بتمويل الإرهاب بالمال والسلاح، وتدريب المقاتلين، بالإضافة للدعم المعنوي والإعلامي والسياسي أيضا، وعلى هذه الدول التوقف من أجل استقرار مصر والعالم، الذى يدفع ويلات هذا الإرهاب”.
وتابع موضحا: “نحن نتحدث عن ملايين المهجرين واللاجئين والناس الذين تم قتلهم في سوريا والعراق ودول أخرى كثيرة”.
السيسي: بعض الإرهابيين الهاربين من سوريا والعراق يصلون إلى مصر
وفي سياق مكافحة الإرهاب، أكد الرئيس المصري أن هذه الظاهرة لا تهدد فقط مصر أو الدول العربية، وإنما منطقة الشرق الأوسط بالكامل، وكذلك أوروبا.
وتابع السيسي مشددا على أن مكافحة الإرهاب تمثل تحديا حقيقيا للاستقرار والأمن للعالم أجمع، مشيرا إلى أن الدولة المصرية تنادي منذ عدة سنوات بضرورة مواجهة تلك التنظيمات الإرهابية.
وشدد السيسي على ضرورة توحد العالم برمته لمواجهة هذا التحدي، الذي يتطلب التغلب عليه “جهودا مشتركة كبيرة وإرادة حقيقية”.
وقال السيسي، متطرقا إلى توقعاته بخصوص محاربة الإرهابيين في بلاده: “إننا نقدر أن النجاح ضد داعش في العراق وسوريا سيدفع بعض العناصر الإرهابية إلى أن تأتي إلى ليبيا، ومنها إلى مصر وإلى سيناء وغرب إفريقيا”.
السيسي: نسعى لتخفيف التوتر في علاقاتنا مع إيران
وفي تطرقه إلى قضية العلاقات المصرية الإيرانية، أكد السيسي أن إدارته تسعى للتخفيف من حدة التوتر الحالي بين البلدين.
وقال السيسي، ردا على سؤال حول هذا الشأن:”علاقتنا مقطوعة مع إيران منذ قرابة الـ40 عاما، ونسعى لتخفيف التوتر الموجود وضمان أمن أشقائنا في الخليج”.
وأكد الرئيس المصري وقوف بلاده “مع دول الخليج في حفظ أمنها واستقرارها”، مشيرا إلى أن مصر جزء من الأمن القومي العربي الذي يشمل أمن واستقرار دول الخليج.
وشدد السيسي على دعمه لكل الإجراءات، التي تضمن استقرار دول الخليج.
السيسي: الجيش الوطني هو المسؤول عن بسط الأمن في سوريا
وفي سياق الحديث عن الأزمة السورية، أشار السيسي إلى أن مصر لديها رأي وسياسة ثابتة تجاه سوريا والدول التي تعانى من التخبط، أهمها الحفاظ على وحدتها حتى لا تزداد الأمور سوءا في المنطقة.
وشدد الرئيس المصري على ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية في سوريا، وأن يكون الجيش الوطني هو المعني بتنفيذ هذه المهمة ومواجهة التطرف، معتبرا أن هذا هو “السبيل الوحيد لإنهاء حالة الفوضى، التي تمر بها المنطقة، وخاصة في سوريا، وليبيا، والصومال أيضا”.
وفيما يتعلق بموقفه من النظام السوري، قال السيسي: “أتحدث عن إطار مظلة شاملة لإيجاد حل في سوريا للخروج من الحالة القائمة.. ولا أتحدث عن تفاصيل.. وأؤكد أن الشعب السوري هو المسؤول عن اختيار مستقبله من خلال انتخابات حرة.. بقاء النظام السوري يرجع لإرادة الشعب السوري”.
وتابع السيسي، معلقا على إمكانية دعم مصر للجيش السوري: “الجيش الوطني هو المعنى ببسط الأمن والاستقرار في بلده.. لا بد من التحرك للوصول لحل، والشعب السوري هو من يقرر مصيره والحاكم الذي يحكمه.. ولا أتدخل في دعم الجيش السوري، لكنني أرى أن الجيش الوطني في الدول التي تتعرض لتحديات كبيرة من الفوضى وعدم الاستقرار هو المسؤول عن الاستقرار والأمن وليس أي أحد ثاني”.