عمان = آفاق حرة
تصوير : نور الباز
استضافت جمعية السعادة الثقافية في السادسة والنصف من مساء أمس 29/10/2019 الشاعر علي الفاعوري في أمسية شعرية قرأ فيها جملة من قصائده التي تجولت بين أصناف القصيدة فمن الأنا الى الوجدانيات الى الوطن والانسانية .
وتميزت قصائد الشاعر علي الفاعوري بالصورة الشعرية الخاصة بالشاعر كما أن مفردات قصائدة لم تنح نحو التعقبد وتسير في درب اللغة المقعرة … فالمفردة تصل للمتلقي بجميع فئاته مما يفتح بأب التأويل للنص. الالقاء المميز للشاعر الفاعوري جذب المتلقي وفرض الصمت في القاعة التي ضجت بالحاضرين
وقُسمت الأمسية التي اقيمت بمقر الجمعية بأكاديمية سولاف أعدها وأدارها الشاعر عادل الخطيب على جلستين .
وقرأ الشاعر الفاعوري من ديوانيه الشعريين ( مقام الضباب ، وآيل للصعود ) وعدد من قصائده الجديدة .
ومما قرأ في الجلسة الأولى قصيدة في مهب الريح التي قال فيها :
لي أنْ أمـــــــــارسَ لُعبةَ التّلميحِ لكِ أن تكوني النصَّ في التّصريــحِ
لي أن أكونَ النــــايَ يثقبُ حُزنَهُ لأُطلَّ منـــــهُ على مشارفِ روحي
لكِ كلُّ مملكةِ المجـــــازِ ولي أنا أن أستريــــحَ على بساطِ وضوحي
ماذا جنيتُ من النساءِ سوى الذي يجنيــــــهِ ريشٌ في مهبِّ الرّيــــحِ
أنــــا أصدقُ العشّاقِ حين أُحبُّني ولِـــــــذا سأبقى خــــارجَ التّرشيحِ
أنــا أطولُ النّخلاتِ حينَ ملأتُني شِعراً تدلّـــــــى من فمِ التسبيـــــحِ
عرّافــــــةُ الكذبِ الجميلِ تُحبُّني وتُفصِّلُ الأحـلامَ وفقَ طُموحـــــي
والواقفاتُ على مشارفِ أحرُفي يقطفنَ من شجرِ الطّريقِ مديحــي
أنفقنَ كلَّ البرتقــــــالِ على فمي وملأنَ إبريقَ المســــاءِ بشيحـــي
ما تُبنَ يومــاً عن تسلُّقِ أضلُعي شــــاخ الزّمانُ وما بلغنَ سُفوحي
والتي اعتمد فيها الشاعر على ضمير المتكلم حيث المقارنة بين ما له وما لها ماذا جنى في رحلة العشق او الحب التي مر به الا ما يجنيه الريش في مهب الريح . ثم قرأ قصيدة توكيد التي اعتمد فيها الف الاطلاق كحرف روي لينطلق بعيدا في رسم الصورة والحالة التي ارادها من القصيدة وفي قصيدة توكيد يقول :
قلبي على ما كانَ ما اخْتلَفـــــا ما بدّلَ الأثـــوابَ وانحرفـــــــا
لكنّـــــهُ والّليــــــلُ يسألـــــــهُ عن أوّلِ الأحبابِ مـــا اعترفـا
يُخفي ككلِّ النّــــــازفينَ دمـــاً كي لا ترى النّجماتُ كم نَزَفــا
كـــي لا ترى الأيّـــــامُ دمعَتَهُ حتّى على الأطلالِ مــا وقَفــــا
يجترُّ مـــــا في الكفِّ مِنْ بَلَلٍ كيمــــــا أظلَّ السّيدَ الأنِفـــــــا
صلّت عليهِ النّاسكاتُ ضُـحىً لمّا بمحرابِ الهوى اعتكفـــــا
قلبــــــــــي الذي ما ذلَّ قافيـةً يوماً ولا بالطّبلِ قد عَزفـــــــا
قلبي وإن جــــــاعت أصابعُهُ أو قُطِّعت لا يــــــــأكُلُ الجِيَفا
لكنّـــــــــــهُ والنّارُ تعرِفـــــهُ من غير صافي الغيمِ ما غَرَفا
قلبي على ما كــــــانَ سيّدتي من نائباتِ الدّهرِ مــــا ارتجفا
لكنّـــــــــــهُ كي ينتهي هرماً قد لملَـــــــمَ الأحلامَ وانصرفا
وفي الجلسة الثانية قرأ الشاعر رشوة ، والمشرقون ، وختم بقصيدة صلاح الدين . وقال في قصيدته رشوة :
بِرُبعِ قصيدةٍ وبنصفِ نظرةْ رشوتُ فمَ الحكـــــايةِ ذاتَ مرّةْ
وكنتُ كصدرِ ليلٍ يحتويها وكانتْ بينَ أشعـــــــاري كَهِرّةْ
تموءُ إذا دنى منها صباحي وتشربُ قهوةَ الأشواقِ مُـــــرّةْ
تُسافرُ كالسنابلِ في حقولي وتزرعُني بأرضِ الشِّعرِ زهرةْ
تصُدُّ عواصفَ الكلماتِ عنّي وتقلـــــــعُ كُلَّ قافيـــــةٍ مُضرّةْ
تهيّءُ للمساءِ كؤوسَ قلبي وتُشعِلُني ببــــابِ الوقتِ جَمْرةْ
تُنقِّطُ عِطرها العربيّ فوقي فمــــا أحتاجُ من باريس قطرةْ
لِبُحَّتها بقلبِ النّايِ صَوتٌ يُسافِرُ في دمِ العُشّـــــاقِ خَمْرةْ
على يدِها انتهى زمنُ الأغاني وعــــــــادَ مُجدداً زمنُ المعرّةْ
وأسألُها التّرفقَ في قصيدي تُشيحُ بوجهِهــــا وتقولُ : حُرّةْ
وفي ختام الأمسية التقطت الصور النذكارية للشاعر مع الحضور .
لقطات من الأمسية :
حضور كبير حضر أمسية الشاعر على الفاعوري بجمعية السعادة حيث ضاقت جنبات المكان بهم
الشاعر علي الفاعوري فرض الصمت على الحضور وأبقاهم مع اجواء القصيدة من خلال القائه المميز . وجودة القصيدة المقدمة لهم .
الشاعر عادل الخطيب تميز بادارته للامسية .
الفوتغرافية الصغيرة نور الباز لم تبق شيئا في الامسية الا والتقطته عدستها.