اليوم مشمس يدعو إلى التفاؤل
حزمت حقيبتي ، وخرجت من البيت..
سرت بعيداً عن عيون المتطفلين إلى أقصى بقعة في أرض اللّٰه المعمورة ،،سدني،،
إلى حيث الجبال الزرق.
تسلقت أعلى قمة فيها
وقفت ناصباً قامتي وسحبت قارورةً زجاجية من حقيبتي
أزحت عنها الغطاء وعرضتها مباشرةً للشمس.
رفعتها طويلاً إلى الأعلى ،حتى امتلأت بالنور
أحكمت عليها الغطاء وعدت أحملها على راحة يدي ..
أسير بخطى متعبة،حذراً أن تسقط من يدي
إنها زادي الوفير.في رحلة المستقبل المظلمة
ربما يكون الطريق مليئاً بالأشواك
أو يكون مزروعاً بالزهور وجداول صغيرة تجري بماءٍ عذب ،لا أعلم!!!
عليَّ أن أحترس لآخرتي…..
في الطريق رأتني جارتي
قالت بعد أن ألقت التحية : علامك تخرج في وضحِ النهار و لا تعود إلا ليلاً.وبيدك قنينة يشعُّ منها ضوء كأنه طائرٌ من شعاع يبهر العين. ؟
قلت : لا عليك سيدتي ستعلمين بعد حين
عندما نسير أنا وأنت على سراطٍ مستقيم
حتماً سنحتاج لضوء عينيكِ ودخلت البيت
أحكمت إغلاق الباب خلفي ووضعتها على المنضدة قرب سندانةٍ من الزهور ملأتها بالماء. جلست أمامهما
اتخذت من راحة يدي متكأً لرأسي
أخذ شعاع الضوء
يكبر ويكبر ويكبر …
ونبضات قلبي تزداد .. زدات خفقاته كطائرٍ جريح
قمت أدور حول نفسي باسطاً ذراعيَّ تارةً وأخرى أضرب الأرض بقدمي وأقفز وأخرى أهوى إلى الأرض .. أجلس القرفصاء متهيئاً. امتلأ البيت بالنور وأخذ قلبي يضطرب أسمع دوي انفجار داخل قفصي الصدري ،انهار سقف البيت ،تناثرَ بما فيه
بعدها أخذ كل شيء يهدأ ويتطاير على شكل ضباب أبيض
رأيت روحي تحلق في السماء على شكل طائر أبيض،عاقفاً يديَّ على شكل قلب تمزَّق
وأحيانا أبسطهما كجناح طائرٍ مع الريح ..
عباس رحيمة