آفاق حرة ــ باريس،
تمَّ افتتاح الملتقى الأوّل للنص المسرحي في رحاب المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح بحفل رمزي وفنِّي، ثمَّ بدأت أعماله بندوة بعنوان: المسرح والفن التَّشكيلي .. حوار وتواصل، وذلك مساء الخميس الأوّل من شهر يوليو، ويستمرُّ لمدّة تسعة أيام، سيتمُّ تقديم 13 ندوة فكريّة مسرحيّة تتناول الكثير من القضايا والإشكاليات، وسيكون الختام بندوة خاصّة بعنوان: التّوظيف الموسيقي في الخطاب الدّرامي مع عازف العود الشّهير الفنّان المبدع د. نصير شمّة وذلك مساء الجمعة التّاسع من هذا الشّهر، حيث يتمُّ بث النَّدوات مباشر على حساب فايسبوك حميد عقبي منظّم هذا الملتقى، رئيس المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح في فرنسا.
رابط حفل الإفتتاح والنّدوة الأولى
وقد أحيا الفنّان الفلسطيني د. نسيم الدّقم وصديقه الفنّان يازو السّروجي بعدّة أغاني جميلة وأُلقيَتْ عددٌ من الكلمات لكلّ من الشّاعر والفنّان صبري يوسف، الأكاديمي د. حسين الأنصاري، د. عاطف الدرابسة، د. ذكرى صاحب، وركّزت الكلمات على أهمية هذا الملتقى ونشاطات المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح الّذي يثبت قدراته في تنظيم ملتقيات مهمّة، تتكاسل المؤسّسات العربيّة الرّسميّة عن إقامتها، رغم ما تمتلكه من ميزانيّات وقدرات مادّيّة .
ثمَّ بدأت فعاليات النّدوة حول المسرح والفنِّ التّشكيلي بإدارة النّاقد الفنّان د. كاظم نوير ومشاركة الفنّان د. سرور علواني، المخرج المسرحي د. جبّار خمّاط، الفنّانة والسّينمائيّة د. عالية شعيب، وكانت مداخلات ثريّة ومهمّة من د. حسين الأنصاري، صبري يوسف، د. عاطف الدرابسة، د. دورين نصر.
وفي تصريح خاص أوضح المخرج والفنّان اليمني حميد عقبي، رئيس المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح في فرنسا فقال: إن الملتقى يتكوَّن من برنامجَين، حيث أنّ الأٔيام الخمسة الأولى فيها سبعُ ندوات تمّ تنسيقها مع أساتذة ونقّاد بمواضيع مختلفة والبرنامج الثّاني سلسلة ندوات عن تقنيات الكتابة الدراميّة الجديدة وهي من تنسيق وإشراف النّاقد والأكاديمي العراقي الدّكتور حسين الأنصاري والّذي جمع 21 شخصيّة أكاديميّة ونقديّة وإبداعيّة في فنون الدراما وهذا البرنامج الّذي سيديره د. الأنصاري يعتبر إضافة مهمّة ونوعيّة بحيث يصبح هذا الملتقى أكبر وأضخم فعاليّة عربيّة مسرحيّة إفتراضيّة والشّكر الجزيل للذين شاركونا في التَّنسيق والّذين قدَّموا اسهاماتهم بأوراق نقديّة مهمّة ستكون في متناول الجميع عبر بث النّدوات بشكل مباشر ثمَّ ستكونُ على قناة يوتيوب المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح وكذلك نشرها إليكترونيّاً وورقيَّاً وهي تفتح الآفاق نحو قضايا وإشكاليات مهمّة وحسّاسة حول النّص المسرحي بمفهومه الشَّامل على الخشبة وليس فقط كنصوص على الورق وكذلك لقضايا تشابكات المسرح مع الفنون التّشكيليّة والسّينما والموسيقى والفكر والفلسفة والحياة فهو الفن الأكثر دهشة وتأثيراً وكذلك راعينا فترة العزلة خلال أكثر من عام بسبب جائحة كورونا والإجراءات الإحترازيّة والتّباعد الاجتماعي، وعلينا أن نعيد الآن بعد أن خفَّت الأزمة وعادت الأمور تقترب من الوضع الطّبيعي فلابدَّ أن تعودَ نشاطات الفن المسرحي الّذي لا يتحقَّق دون جمهوره.
من جانبه تحدّث د. حسين الأنصاري ووضّح عدداً من القضايا المهمّة حول البرنامج الّذي أعدّه وسيقدِّمه من السَّادس إلى التّاسع من يوليو تحتّ عنوان: نحو تقنيات جديدة في الخطاب الدرامي وإليكم تصريحه:
في خضمِّ التَّحولات التّقنيّة والاتّصاليّة الّتي جاءت بها الانعطافات المعلوماتيّة والبرامج المتنوّعة الّتي غيّرت من آليات عمليّة الاتصال والتَّلقِّي معاً، وهذا تطلّب من الفنّان المسرحي كاتباً كان أم مخرجاً أو مصمِّماً أو ممثِّلاً أن يعيد النّظر في كثير من الأدوات الَّتي يستخدمها عبر رسائله ويجسِّد من خلالها الأفكار الّتي يريد، فما زال مسرحنا أسير النّص المكتوب رغم أنَّ البعض مستمرّ في محاولاتِ كسر الطّوقِ وجعل نص العرض هو النّص المهيمن من خلال إيجاد بنى تكوينيّة وكتابة جديدة تتَّسق وفضاء المسرح الّذي يستوعب معطيات التّقنية الجديدة بمختلف أبعادِها الحركيّة أو السِّينوغرافيّة والموسيقيّة وهذا ما سوف يساهم في تثوير الأبعاد البصريّة والسَّمعيّة والإدراكيّة وإثراء العروض المسرحيّة بشفرات تعبيريّة تحملُ مزيداً من الدّلالات الّتي تحتاج بالمقابل إلى متلقٍّ كفوء، ليستطيع المشاركة في إعادة إنتاج المعنى ويكون شريكاً فاعلاً في عمليّة التَّكامل الفنَّي والإبداعي لتحقِّق الأثر .
سيتضمَّن برنامج النَّدوات ستَّةُ محاور هي:
الكتابة المشهديّة : لغة الجسد والفضاءات المفتوحة
الكتابة في درجة المسرحة والإثراء الدَّلالي
الكتابة المسرحيّة في ظلِّ التّقنيات الحديثة والتَّواصل الاجتماعي
التَّمثُّلات الثّقافية والاجتماعيّة والتّحوُّل العلامي في السَّرد الدرامي
الدراماتورجيّة من ورق المؤلّف إلى منصّة الإخراج الفاعلين والوسائط الأدائيّة
الكتابة والتَّلَقِّي : شفرات النَّص وإعادة إنتاج المعنى
وستنظِّم النَّدوات بمشاركة عدد من النّقاد والكتّاب والباحثين من مختلف البلدان وستكون هناك حوارات مفتوحة أيضاً للحضور من المعنيين والّذين سيكونون معنا من بلدان العالم كافّة.
وبعد نهاية النَّدوات سوف يخرج الملتقى ببيانٍ يتضمَّنُ عدداً من التَّوصيات الّتي ترتبط بالمحور الرَّئيسي للندوات آملين أن تكونَ هذه خطوة نحو كتابة جديدة تثري خطابنا المسرحي بألوان التّجديد والإضافات النَّوعية الَّتي ترتقي بالذّوقِ المسرحي عموماً.