لا أريد عمرا أوسع من عشقي؛ مدائنه سنابل الشوق ؛يطوي طفولتي في جرح
الزعتر عاريا .
ولا أسير في مشاتل الاشتعال طويلا كأمير يطاعن الغزوات بحرية لا تموت في
الأحراش وردا غافيا .
إن غفوت على جرح الشمس أضاحك نعناعك في حقول العشق أراني حطابا
في مرايا السفرجل زاهيا .
فلا الليل أخفاني في جفونه ؛ولا خروجي من جبته أغفاني على وسائدك الوهيجة
كأن العمر يسري إليك حافيا .
كيف أصحو من سكري ؛ومن غيمه إذا السكر غدا في دمي بلسما شافيا ؟
لا صحوي دلني علي ؛ولا زمرد اليقين أفشى سره لليلي ؛ ولا سنابل النهار
أورقت في دمي عاليا .
أنا المفتون بالحال ؛ أسأل وقتي عن أرصفة الحب ؛ وعن تورد الغواية في كتاب
الأنجال ؛ أي صبوة أكونها ولم يزل عمري في جدائلك طافيا ؟
همت أسمع البيداء نشيدا لي ؛ أسطع في أمدائها نهرا ؛ أحرض مواويله في ليلكها
المنيف نبيذا تجلل في عمري غاليا.
لا أرتجي من عمري ملكا خالدا ؛ يئن من ثقله حلم طاش مجده بين الداليات
يطاعن الشوق وحيدا باكيا .
ووحدي أفتح جرحي للملائكة ؛ أصون فجري عن نزق الأغنيات ؛ لا أريد كأسا
أترعتها خوابي الصبابة نبضا ساهيا