لصحيفة آفاق حرة
______________
المحرر الثقافي
بطاقة تعريفية بكتاب (غروب مشرق) للأديبة الأردنية “ميسون الباز”
بقلم الروائي – محمد فتحي المقداد
“غروب مشرق” الإصدار الأول والميلاد الأدبي البكر للأديبة الأردنية “ميسون الباز“، و هو نصوص أدبية تتلوّن طرائقها التصنيفيّة والقرائية: ما بين الومضة والخاطرة والشذرة القصيرة والقصيرة جدًا. وانزياحية العنوان تتجلّى بفتح فضاءات التأويل بمفارقات، تستدعي التساؤلات والمزيد منها؛ فحين تشرق الشمس وتغرب؛ توحي بدورة الحياة المتكاملة، أمّا اللّيل والنهار بالرغم من أنهما على طرِفيْ نقيض؛ فلا يُعرَف أحدهما إلا بالآخر .. فهما ثنائية الوجود المتتالية رغم اختلافها، ما بين النور والظلام، ما بين الأسود والأبيض. امتازت المجموعة بسهولة ورشاقة وبساطة الأسلوب، وأداء المفردات الذي سعى لإيصال المعنى المراد، بمعاني رسالية بقيمة الادب، وفعاليته العميقة في الحياة الاجتماعيّة الشعبيّة؛ لتفهمه الأمهات والجدات والشباب والأطفال، والبسطاء. هكذا عبّرت “ميسون الباز” عن كل ذلك بجملة من الومضات والخواطر التي تناغمت ببناء لغوي جميل ، وأفكار غاية في الدقة، بتصوير أنيق لتجارب حياتية كثيرة ؛ على محمل القيم الدينية والاجتماعية، والحِكَم والمواعظ المطروحة في منظومتنا الحياتية بقوالب أدبية، نتيجة تراكم الخبرات التي استمدتها الكاتبة من انخراطها بالعمل الثقافي والاجتماعي. وحسب الكاتبة، قالت: “ربما يكون هناك انتكاسات وكَبَوات وعَثَرات وخَيْبات لكن بالعزيمة والاصرار والإرادة نعود للنهوض من جديد“. وهذا ديدن كل منجز أدبي عندما يكون المنجز الأول. “غروب مشرق” يعني الفرح بعد الحزن، والابتسامة بعد الدموع، والنجاح بعد الفشل، والتفاؤل بعد التشاؤم، والأمل بعد اليأس، إنها المتناقضات التي تعطي كثيرًا من معاني الجمال للحياة، وأملًا في العيش المتفاعل إيجابيًا.
أخيرًا مع هذا الاقتباس الجميل من الكتاب: “تمهل يا قطار العمر .. أعدنا الى الوراء قليلا، لالتقاط ما أضعنا في الطريق من أشياء, للبحث عمن فقدنا من أحبة، وتحقيق ما هرب من أمنيات وأحلام .. أعدنا الى طفولتنا؛ فقد أدركنا كم كان جميلا ذلك الوقت” .
عمّان – الأردنّ
25/ 7/ 2021