تلك التي لها في قلبي سفح ربيع ؛
في دمي وخز دبابيسها يفتح الجنوب قصيدة ؛ ويرجع الليل أحلى من كل شروق.
لها أقمت خارج اللغة ؛ واقتبست للكون مشيتها؛فكنت لغتها المدربة على الطيران .
وجئت من صداها صادحا ؛ أعلم الفراشات كيف تقفو الربيع ؛ واستضيف في ذاتي
نثر الحبيب ؛وهي حنيني الذي خفي في دمي كالزمن البعيد.
تلك التي لها في قلبي سفح الربيع ؛
سجوت كالليل أسيج أنفاس الفجر لئلا تهرب من شهد المجاز ؛ وحلمت بهبوطها
على تلال الآه ؛ ومشيت ؛ثقيلا كأن أفراس قلبي تفاتك جنون الرغبة ؛ وجموحي
لا يعرف الخسارات .
هي ؛الآن تسند شعرها على أكتاف القصيدة ؛ وتمحو من سرها لجوئي إلى خفوت
الضوء لئلا يراني شموخي أحاربها ؛أو أفتح العواصف المرة على مزهرية عمرها.
وكنت أسألني وأسألها أهي عواطف الليل ؛وصوارم النهار من تأتي مصادفة بين
الحلم والحلم ؟
تلك التي لها في قلبي سفح ربيع ؛
كالبلور تلمع في قلبي ؛ وأرشد خطوي إلى حقيقتها ؛ولا أراني سوى يد تمتد
إلى يوم طويل في غفوتها .هل أسكرتني يدها حين مستني بصحوها أم مادت بي
الطقوس عن سهوها ؟
على ضفيرتها كتبت أغنياتي لطفلها ؛ وخضت في نزال مع فتوة النهار أرعى
ضحكتها كأني في غرف الظل من فوقها غرق الشمس أقلب سري في ملكوتها ؛
وأتوجها ملكة على عروش الضوء ؛ وأقفو فعالها .
هي التي دونت سيرتي ولون شفتيها على حائط الصمت ؛ ورأينا كم احتفى بنا السر
في حفلة عشاء هزت أركان العمر حين تلاطمت المسافات في أنوار شفوفها .
تلك التي لها في قلبي سفح ربيع ؛
لن تربكني حوادث الخفوت ؛فقد مشيت مطمئنا إليها ؛ وعدلت نقصاني بها ؛فلن
أستطيع التماهي إلا بها . أدرأ عني تكلس الحلم في شفاه الليل ؛ وأسطع؛ كمهندس
بارع ؛يعرف شقوق المجاز ؛أفرغ لهاث الكلمات من إغماءته لأن الليل أثقل
بحواجزه طريقي ؛وسيج خواطر السماء بضحكات عارية .
الآن ؛
آن للربيع أن يرعى فواكهه في سلال خالدة .