وقفنا طويلاً على مسارب الدماء
رتّلنا بالبكاء تاريخَنا الملطّخ
من هابيل إلى آخر قتيل !
كنا سابقاً نبكي ..
كثيراً ما كان بكاؤنا يختلط بالضحك
بكينا لأتفه الأسباب ، بكينا كثيراً
على أناسٍ ومشاهد ومواقف لا تستحق
نزفنا دماً ودموعاً على معارك وانتصارات خاسرة !
وحوادثَ زائفة ثبتَ لنا – فيما بعد – تفاهتها !
ياه !
أسرفنا في البكاء ، ولم نكنْ نعلم حينها
إننا سنحتاج لاحقاً لبكاء كثير !
ثمة أحزان غائرة فينا وثمة دموع دفينة
لا تسقطها أعْـتـى الأحزان
يا لَتلك الأحزان !
كم مرة توسّلتها أنْ نجلس َمعاً نتحاور
علّنا نبتكر طريقة نتمرّن فيها على الفرح
حتى لو كان مِراننا على فرحٍ كاذب
لكنّها – الأحزان- يا لجرأتها
كانت في كل مرّة لا تصدّني فقط ،
بلْ كانت تُحفّزني بخبثٍ على البكاء
كيف نخبّئ أحزاننا
ونحن بالأحزان نرمم أفراحَنا المتهدمة ! ؟
دمعةُ حزنٍ واحدة يمكنها
أنْ تطيح بجبال من الابتسامات ؟
لذا نحن بحاجةٍ ماسة لجرعة فرحٍ
حتى لو كانت تلكَ الجرعة مغشوشة
لا لشيء، بل لنقف بقاماتنا فرحين
وتكون مسامعنا مؤهلة
لسماع مواويل الآلام ومراثي الأحزان !
لذا يتحتم عليَّ من الآن أنْ أفتّش عن تلكَ الجرعة
لا أمان للفرح
لهذا
إنْ حدث وانتابتني الأحزان على غفلة مني
سأَحْجِر على دموعي
وأبكي أبكي
دونَ أنْ يستشعر بكائيَ أحد !