الكاتب — المؤرخ — أحمد عطية الله
متابعة — ناصر محمد
ومع قصة شهيد جديد من شهداء حرب مصر المقدسة التى تنوب فيها عن العالم بأكمله فى تخليصه من شرور الارهاب والأرهابيين الذين صنعتهم جهات معينة فأصبحوا خارج السيطرة .. وقصتنا اليوم مع عريف مجند جودة علي محمد علي حسين جودة.
ابن بار من أبناء مصر لبى نداء الوطن ليقضى خدمته العسكرية مدافعا عن رملها وصون حدودها فى توقيت كانت الحرب مستعرة فيه من ارهابيين مرتزقة يتسم عملهم بالخسة والنذالة ضد أبناء مصر الشرفاء من جنودها البواسل على جزء عزيز وغال من أرض مصر بشمال سيناء لم يمهله القدر طويلا أجازتان فقط قضاهما مع اسرته وقبل الثالثة جاء خير استشهاده
محل الميلاد تلراك-أولاد صقر- شرقية
التحق بمدرسة تلراك للتعليم الاساسي -مدرسة الشهيد جودة الآن- وبعدها المرحلة الاعدادية، ثم اتمم دراسته بحصوله على دبلوم الثانوي الفني التجاري.
-التحق جندي بالعسكرية بتاريخ 5-4-2017، وانتهت خدمته باستشهاده بالعريش يوم الثلاثاء 6-11-2018.
-أما عن علاقته بأسرته؛ فكان خير عون للجميع، او كما يقال خادم القوم وراعيهم، رغم كونه الاصغر بين اخوته؛ إلا أنه كان الأكثر دراية وطيبة، يتمتع بالأخلاق الحميدة، وسماحة النفس، يرضي الرب والعبد، فكان بارا بوالديه وجميع اقاربه، وجيرانه، دون مبالغة يعمل لخدمة القاصي والداني، لم يتحدث الا بنعم وحاضر، عفوي الحديث، لطيف اللسان، عذب الحديث، ولين الجانب، طيب المجالسة، لن تفي الكلمات بافعاله واقواله اللينة الخيرة.
-قضى خدمته العسكرية؛ أولا بمركز التدريب بالقاهرة، ثم جاءت خدمته في الاسماعيلية في كتيبة استطلاع بالجيش الثاني الميداني، وهناك تعلق بالعديد من زملائه، ونمى حب الوطن إلى قلبه بشكل غير مسبوق، الى هذا الحد، وكان دائما ما يحدث اسرته وزملائه بالجندية عن الاستشهاد وحب الوطن، والموت في سبيل الله، وشرف الدفاع عن مصرنا الحبيبة ضد الارهاب الغادر، كثرة أحاديثه في الآونة الأخيرة عن ابطال الجيش المصري، الذين صمدوا امام الارهاب ووضاعته، ولاسيما اسطورة الشهيد البطل أحمد المنسي وغيره الكثير ممن ضحوا بارواحهم، لطالما كانت أحاديث الشهيد جودة في اواخر ايامه بالدنيا، “ياليتني أنال الشهادة”، وهو الأمر الذي دفعه، حينما لاحت أمامه الفرصة، بأن يلتحق بقوات الدعم في سيناء، والتي لم يمهله القدر بها طويلا، وبغير رغبة اسرته، اخفى خبر ذهابه للعريش، إلا على أخته الوسطى، التي تمزق قلبها، حينما سمعت منه بانه سيلتحق بزملائه في العريش، وطلب منها اخفاء الأمر عن والدايهما، نظرا لخشيته على والده، لانه يكابد المرض، سائلا ايها مستنكرا:”هل تكرهين لي الشهادة؟ هل تكرهين أن يموت جودة شهيد؟”، وحينما ذهب للعريش، نزل اجازتين اثنين، وقبل الثالثة كان خبر استشهاده، اثناء خروجه لتأمين مؤتمر وتأمين موكب السيد محافظ شمال سيناء، فاستشهد يوم الثلاثاء 6-11-2018 وهو يرتدي أفروله وبيادته، كما كان يطلب ذلك دائما، ولاسيما بعدما استشهد صديقه أحمد الشاذلي، فبعدما انقلبت السيارة التي كان بها اخي الشهيد جودة، مما افضى لكسر بالجمجمة ونزيف داخلي، وقطع من اسفل الفك الايسر وصل حتى نهاية الأذن، وقطع كف اليد اليمنى، وكسر عظام زراعيه وقدميه، وكدمات بالغة بالصدر، وسحايات بالرأس -حسبما ورد في التقرير وشهادة الوفاة، فاستشهد في الحال على رمال سيناء الطاهرة، سقطت دمائه الشريفة البريئة كبرائة قلبه على تلك البقعة المباركة بسيناء، ولحقه استشهاد معظم طاقم السيارة، واصابة اكثرهم، وبعدها أخذ قائد الكتيبة المقدم حميدة بالاتصال على اسرته، ليخبرهم بنبأ استشهاد ولدهم فلذة كبدهم، فما كان من الاب الا ان جلس مكانه في صدمة كبيرة، لم يتعافى من اثرها حتى اليوم، واخذت الام تهرول على الطريق لعله يقترب، وتستطيع رؤية قلبها الصغير، أما عن أخواته، فكيف يكون وقع خبر كهذا عليهن؟، ورغم عظمة وهيبة الشهادة، إلا أنهن فقدن السند الحقيقي، والكتف الذي لطالما استندن عليه، والقلب الذي يحتوي على كافة اسرارهن، وكذا الحال لاخوته من الرجال؛ حيث استقبل الجميع الخبر بما فيهم الجيران صغارا كانوا ام كبار، بدموع وحسرة على فراق ذلك الشاب، الذي كان كالنسمة العطرة، والذي شهد له الجميع غريبا كان ام قريبا، بانه اسدى له المعروف، واقام له الخدمات دون شيء، الا ابتغاء مرضات الله، حيث عرف بالاخلاق والادب محافظا على صلواته، ثم جاء في اليوم التالي لاستشهادة بزفة عسكرية مهيبة، وبحضور قيادات الجيش ومحافظ الشرقية السيد الدكتور ممدوح غراب، وبحضور ممثل البابا في الكنيسة، ليكتمل المنظر، الذي لطالما اشتهرت به مصر؛ بحضور قس الكنيسة لصلاة الجنازة على الشهيد في المسجد، وليتسلمه والده واسرته مكفنًا في علم مصرنا الحبيبة، دون القدرة على تقبيل جسده الطاهرة، وليخبره قائد الكتيبة قائلا: “لقد قدم الشهيد جودة عمل بطولي، يتمنى جميعنا أن يفعل مثله، ونال الشهادة، التي لطالما تمنيناها جميعا”، وبجنازة عسكرية مهيبة حضرها ايضا جموع أبناء مصر من كافة القرى والمراكز المجاورة، تم زف الشهيد؛ إلى أن أودعه رفاقه المجندين حاملينه على الاكتاف ووضعوه في مرقده الأخير…لتبدأ حياته، لا لتنتهي مطلقا…
-تم تكريم اسم الشهيد واسرته في العديد من المناسبات، ولاسيما من ضباط مركزي أولاد صقر وكفر صقر، ودعيت اسرة الشهيد للعديد من مناسبات التكريم، إلا أن الحالة الصحية لوالده، والحالة النفسية لأسرته، كانت أقوى من استطاعتهم الحضور، ثم كرمه السيد الرئيس والأب الحامي للبلاد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والسيد المحافظ ممدوح غراب، بأن أطلقا اسم الشهيد على مدرسة تلراك للتعليم الاساسي، وهي المدرسة التي ارتشف منها الشهيد قطراته الاولى من العلم، لتصبح مدرسة الشهيد جودة علي محمد للتعليم الأساسي، ولتخلد ذكراه الى ابد الدهر، وليبقى اسمه محفورا امام ابناء قريته، ليعلموا كيف يكون حب البلاد، وليصبح اسمه شوكه في ظهر كل ارهابي غشيم، يتنعم بخيرات البلاد، ثم يهم بقتل احد ابنائها في غطرسة وفجور، متسترا برداء الدين، الذي هو بريء من أفعالهم.
-تدعوا الاسرة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي هو رجل المرحلة، وتقول له “كلنا معاك ياريس”، وأعانك الله على ما انت فيه، وترغب الاسرة في استمرار تخليد اسماء الشهداء الذين ضحوا بارواحهم، لرفعة وطنهم، ولتبقى راية مصر عالية شامخة.
شارك هذا الموضhttps://web.facebook.com/afaqhorra/aboutوع:https://www.pinterest.com/?autologin=true
مرتبط