الكاتب — المورخ — أحمد عطية الله
متابعة — ناصر محمد
يعد هذا الشهيد البطل نموذجا مشرفا لأ بناء مصر الشرفاء من أهالى سيناء تلك القطعة الغالية من مصر التى شاءت ظروف موقعها أن تمر بمراحل عصيبة لكونها البوابة الشرقية للبلاد ولطمع الطامعين فيها على مر العصور ..
وشهيدنا البطل لواء شرطة محمد سلمي عبدربه سواركة ولد في قرية الشلاق التابعة لمركز الشيخ زويد بشمال سيناء فى 15/7/1962 وكان منذ نعومة أظافره يمتاز بالذكاء والشجاعة وبارا بوالديه ،نشأ في بيئة بدويه تمتاز بالكرم والجود وحسن الجوار تعلم في مدرسة القرية وحصل منها علي شهادة الابتدائية والاعدادية بتفوق باهر عن زملائه ويشهد له مدرسيه بحسن الاخلاق والادب ثم تقدم للمدرسة الثانوية العامه بمدينة الشيخ زويد ‘وواصل النجاح الباهر في الثلاث مراحل حتي حصل علي المركز الاول علي المحافظة في الشعبه الادبية عام 1980 ومن هنا بدأ التفكير في رحلة البطولة والتضحية ،ففكر في الالتحاق بأحد الكليات العسكرية ‘ولكن كيف السبيل الى ذلك وأجزاء من سيناء لازالت تحت الاحتلال الصهيوني خاصة مدينة الشيخ زويد ورفح، فقام بتسليم نفسه للصليب الاحمر الذى ساعده للسفر الى القاهرة .. وهناك بدأمشواره ليتقدم بأوراقه لكلية الشرطة، وكان لا يملك الا تفوقه واخلاقه الحسنة..
وتم قبوله بكلية الشرطة وتخطي سنواتها الاربع بتقديرات ممتازة وتخرج في عام 1984 والتحق بقوات الامن المركزي واول مكان يعمل به كان محافظة قنا أحدى محافظات الصعيد لمدة عام .. شارك في عمليات مداهمات كثيرة هناك منها ضد ارهابين ومنها بحثا عن تجار السلاح وغيرهم ممن يقومون بأعمال إجرامية بعد قضاء عام له في محافظة قنا نقل بعد ذلك الي شمال سيناء حيث الموطن والاهل والاقارب انتقل الي مكان عمله بقطاع شمال سيناء للامن المركزي برفح وعمل في النقاط الحدوديه في رفح فى تأمين بوابة مصر الشرقيه ،ثم أنتقل بعد ذلك لكتيبة العريش للامن المركزي شارك في العديد من الحملات علي زراعات المخدرات بما يعرف بزراعات الخشخاش او البانجو المخدر وصاحب ذلك التدرح في الرتب حتي وصل الي رتبة عميد
ولم تنفصل حياته العملية عن حياته العائلية فبمجرد تخرجه من كلية الشرطة وقبل أن يذهب الي عمله بمحافظة قنا فكر في إتمام نصف دينه والزواج بإحدي بنات قبيلته قبيلة السواركة
حيث وقع أختياره على عايدة السواركة ابنة أخ المجاهد الشيخ زايد سلامة أبو غيث السواركة رحمه الله الدى كان عضواً من أعضاء منظمة سيناء العربية التي كانت تعمل بتوجيه من المخابرات الحربية المصرية و كبدت العدو الاسرائيلى خسائر فادحه، في حرب الاستنزاف، فتم الزواج علي الفور وسافر هو وشريكة عمرة ليبدأ مشوار الحياة معا بمقر عمله فى صعيد مصر ومرت سنوات علي الزواج الذي اثمر فيما بعد بثلاث أبناء ذكور وأبناتان الابناء هم شريف محمد سلمي ظابط شرطة وعمرو محمد سلمي ظابط شرطة واحمد محمد سلمي موظف مدني بمباحث الكهرباء وسماح محمد سلمي معلمة وسارة محمد سلمي طالبة في كلية أعلام وكانت من الصفات الحميدة التى التصقت بالبطل الشهيد طوال فترة حياته التحلي بحسن الاخلاق والتواضع الجم واحترام الكبير والصغير يسارع في نجدة الملهوف ولا يتأخر عن خدمة اهل قريته او محافظته وبار بوالديه وحسن الجوار لجيرانه ويحترم أخوته كل الاحترام وواصل لرحمه يزور أشقائه البنات ويودهم وكان رحيم بأهل بيته مخلص يراعي الله في زوجته وأولاده
ومن الجدير بالذكر أن الشهيد السواركة اول فرد في قبيلة السواركة يدخل كلية الشرطة ومن هنا سارت الحياة علي هذا الحال بحلوها ومرها .. إلى أن تبدلت الظروف على منحى خطير في عام 2012عندما بدأت العمليات الارهابيه تضرب الوطن عامة وسيناء خاصة.. وبدأت ايادي الغدر تنل من رموز سيناء من شباب ومشايخ وكل ماهو يعمل لصالح الوطن وخدمته، وكل من يقدم الخدمة والتعاون مع قواتنا المسلحة ثم كان اليوم الحزين الذي عصف بحياةاسرة البطل فى يوم 25/7/2014 يوم أخر جمعة 27رمضان طالت يد الغدر والخسه من هذا القائد والرمز من رموز سيناء وقائد لقطاع الامن المركزي برفح لتسطر ملحمه بطولية فذة كتبت بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ والبطولة لقصص أبطال وزارة الداخلية
فعندما كان البطل في طريقة من رفح الي العريش ويستقل سيارة نيسان شرطة
وبصحبة صديقه أبن القوات المسلحة العميد أ. ح عمرو فتحي صالح قائد القطاع حرس الحدود للقوات مسلحة وأثناء سيرهم أعترضتهم سيارة فيرنا أشاروا للشهيد السواركة بالتوقف فتوقف بالسيارة أعتقد في أول الامر أن من بالسيارة ممكن يكونو محتاجين منه شيئ كما هو متعود علي الوقوف الي أي مواطن فتبين أن السيارة كانت كانت تقل مجموعة أرهابيه مسلحة وبكل الخسة والنذالة بادرتهم المجموعة الارهابيه بإطلاق الرصاص عليهم مما أدي إلي إستشهادالعميد عمرو فتحي صالح علي الفور وفي أثناء اطلاقهم للرصاص بادرهم الشهيد بالقفز من السيارة وامسك بأحد الارهابين ودارت بينهم اشتباكات مما اضطرهم بإطلاق النار علي البطل (السواركة)حتي يخلصوا الارهابي من بين يديه ويهربوا من مسرح العملية الارهابيه
ثم سقط الشهيد علي الارض ناطق للشهاده بأعلي صوته وأرتقي الي الله صائماً
أرتقي مقبل غير مدبر ليسطر أسمه بأحرف من نور في سجل بطولات رجال مصر الابطال
وقعت العمليه الارهابيه علي بعد 500متر من منزل الشهيد (السواركة( كان باقي علي عيد الفطر يومان وكانت الاسرة تستعد للخروج لشراء بعض مستلزمات العيد طلبت زوجة الشهيد من أبنائها إحضار السيارة استعدادا للخروج وقبل الخروج بدقائق سمعنا اصوات ضرب نار
وبعدها بدقائق أتت سيارة الي منزل الشهيد واخذت أولاده حيث بلغتهم بإصابة والدهم
ثم بعد ذالك أتي تليفون لزوحة الشهيد وكان من أبن أختها ليخبرها بأن الشهيد قد اصيب ..
من هنا بدا الشكوك تتسرب الي قلب زوجته بإنها عملية أغتيال خسيسة ومع مرور الوقت تأكد هاجسها بأن رفيق الدرب قد أصطفاه الله شهيدا شهيدا
ليمنحها الله عز وجل اعظم لقب وهو زوجة شهيد
وكتبت فى رثاء زوجها : لوكانت الدموع تعيد متوفيا لجعلت من دموعى نهرا جاريا ..
وكتبت زوجته عن ذكرى ليلة استشهاده فتقول:
كواليس ليلة إستشهاد زوجي الشهيد اللواء محمد سلمي السواركه
بسم الله الرحمن الرحيم
فى شهر رمضان عام 2014،وفى ليلة 27من رمضان، كانت ليله هادئه وسمائها صافيه، كنت أجلس قبل صلاة العشاء بوقت قليل، أتت اللي أحدى سيدات العائله جلست معى وقت قصير وعندما أذن للعشاء
أستأذنتها لكي تذهب الى منزلها، لانني اعتكف بعد صلاة العشاء، للصلاة والدعاء ، وقبل أن تغادر السيده طلبت مني مبلغ من المال على سبيل السلفه، بصراحه في أول الامر رفضت أعطيها المبلغ لاني كنت مقدمه على زواج أبنتي بعد العيد مباشرة، وذهبت من عندي دون أن اعطيها المال، وبعد ذلك، قمت ونويت صلاة العشاء وعندما وقفت بين يدي الرحمن، سألت نفسي كيف يتقبل الله صلاتي ودعائي فى هذه الليله المباركه، وأنا لم أفرج كرب هذه السيده التي طلبت مني مبلغ المال؟؟ وفي سرعة صليت العشاء فقط، وبسرعه ذهبت خلفها الي منزلها
وأعطيتها المال ،وعدت مسرعه لمكان صلاتي لكي أكمل قيام هذه الليله المباركه، وأسترسلت في صلاتي ودعائي، وكان بين دعائي (أن طلبت من الله عز وجل أن يحرم النار على جسد زوجي) لا أعرف كيف تذكرت هذا الدعاء وقلته ،وبعد أن أنتهيت من صلاتي ودعائي، ذهبت إلي أبنتي الكبرى لكي أسألها عن مكان الموبايل، لكي أتصل به وأطمئن عليه
،وجدت أبنتي تصلي، وبعد فترة من الوقت ذهبت اليها مرة أخرى وجدتها تقرأ قرأن ولم أريد أن أقطع عليها، وقلت في الصباح سوف أتصل به وأطمئن عليه، خصوصا وقتها، كانت الطائرات الاسرائليه تدك غزة، وكان مكان القطاع علي الحدود مباشرة، ثم مرت الليله
وفي ثاني يوم كان يوم آخر جمعه من رمضان، وبعد حوالي 17ساعه من دعائي، أستشهد زوجي، وعندما جائني الخبر، شعرت أن الله يكلمني ويذكرني، بدعائي ويقول لي ألم تطلبي مني أن أحرم النار على جسده ؟؟،ها أنا أخترته شهيدا وهو صائم وفي أيام العتق من النار، وهو يدافع عن أمانته التي يحملها، إنه شهيدا شهيد بإذن الله
كلما أتذكر تلك الليله، أسأل نفسي هل هى رساله من الله لكي يهيئنا نفسيا للخبر، ويرحمنا برحمته من الفاجعه؟ ؟
لا أعرف،
كل ماكتبته يشهد الله على كل كلمه إني صادقة فيها
اللهم نحتسبه عندك من الشهداء
وإنالله وإنا إليه راجعون
وتدعو الزوجة ربها : ”سامحني يا الله إذا بكيت على قضائك رغم أني مؤمن به، وبكيت على بلائك وأنا أعلم أنه اختبار لي، سامحني يا الله اذا أنفلت صبري وضاقت نفسي .“
كما كان لهذه الزوجة الوفية لزوجها ولموطنها موقف شريف وواضح من بعض أهالى سيناء المعترضين على ظروفهم المعيشية فى ظل الحرب الدائرة هناك فكتبت تخاطبهم :
بعد حرب 67
هجرت ثلاث محافاظات على خط قناة السويس المواجه للعدو الصهيوني من أجل إسترداد سيناء المغتصبه، عاش الشعب في أحلك الظروف، كانت عائلتي تسكن مدينة القنطره غرب بالاسماعليه، ثم هاجرت الي الشرقيه حيث ولدت بها في 23/12/67
ظروف صعبه مرت بكل من هاجر يمكن بالكاد يجدوا قوت يومهم
ومن يوجد علي صفحتي ممكن يشاركني في شرح هذه الظروف
لاهالي الشيخ زويد ورفح، الذين يصرخون ليل نهار علي صفحات الفيس بوك، يعرفون أن سكان ثلاث محافظات عانو الامرين في سبيل استرداد سيناء، لم تنتشر في تلك الايام أنهم سوف يسلمون هذه المدن لاسرائيل، كما نسمع اليوم، ويروج لفكرتهم خونة الداخل،أولادنا يضحون بدمائهم الغاليه في سبيل، حفنة من البشر لا يستحقون العيش
علي ارض سيناء، لا تجد من يترحم علي شهيد يرجع اللي أمه في صندوق، وكل هذا البلاء، سببه أنفاق، وملايين دخلت جيوبهم
هم نفسهم يردون حرب واسترداد ارضنا من أصحاب الرايات السود
،دون ان يشعرون بشيء، الحياة وردي لهم، وفروا لنا المأكل والمشرب
وكل سبل الراحه، حتي لو عدتم الي اهلكم في صناديق مش مهم،
من أعتصر الجوع بطنه بعد حرب 67،يعرف يعني ايه حرب وما يتبعها
أما، أن تتحدث، وتقول مرت علينا حروب لم نشاهد، مانشاهده هذه الايام، لانك لم تكون في ارض المعركه الحقيقية، كنت تتنعم في معونات الامم المتحده، لانك تحت الاحتلال،
حضرتي أعرف كل صغيرة وكبيرة تدور علي ارض الشيخ زويد ورفح
أعرف أن كان لي رجل مخلص لبلده، رفض تركها، في حين فر زوج حضرتك هاربا ، حضرتي اعرف من قبض تعويض منزله، وراح يبني
هيكل بيت لكي يأخذ تعويض أخر، حضرتي اعرف من بني القصور
والابراح من الانفاق، حضرتي اعرف من كان يتاجر بالافارقه، وتعذيبهم
وصراخهم ،
ولو أطلقت لقلمي العنان ليكتب الكثير والكثير
أعلم أن الكثير من اهلي شرفاء، ولكن القليل منهم يسيؤن الينا
بالفعل، والقول، والبعض منهم أشبه بالبوم الذي يصرخ علي الخراب
وصل للبعض منهم لايترحم علي شهيد سواء كان عسكري او مدني
أبطالنا سيناء أمانه في اعناقكم ،نقدر تضحياتكم، طهروها من دنس الخونه والمتأمرين، حتي لو الحزام الامني وصل العريش، من أجل الحفاظ على كل شبر فيها، نحن زائلون والوطن باقي ،
هذا ماتعلمته وغرسه فينا قدوتنا، الانسان المحب لوطنه
الشهيد اللواء محمد سلمي عبدربه
فى شهر رمضان عام 2014،وفى ليلة 27من رمضان، كانت ليله هادئه وسمائها صافيه، كنت أجلس قبل صلاة العشاء بوقت قليل، أتت اللي أحدى سيدات العائله جلست معى وقت قصير وعندما أذن للعشاء
أستأذنتها لكي تذهب الى منزلها، لانني اعتكف بعد صلاة العشاء، للصلاة والدعاء ، وقبل أن تغادر السيده طلبت مني مبلغ من المال على سبيل السلفه، بصراحه في أول الامر رفضت أعطيها المبلغ لاني كنت مقدمه على زواج أبنتي بعد العيد مباشرة، وذهبت من عندي دون أن اعطيها المال، وبعد ذلك، قمت ونويت صلاة العشاء وعندما وقفت بين يدي الرحمن، سألت نفسي كيف يتقبل الله صلاتي ودعائي فى هذه الليله المباركه، وأنا لم أفرج كرب هذه السيده التي طلبت مني مبلغ المال؟؟ وفي سرعة صليت العشاء فقط، وبسرعه ذهبت خلفها الي منزلها
وأعطيتها المال ،وعدت مسرعه لمكان صلاتي لكي أكمل قيام هذه الليله المباركه، وأسترسلت في صلاتي ودعائي، وكان بين دعائي (أن طلبت من الله عز وجل أن يحرم النار على جسد زوجي) لا أعرف كيف تذكرت هذا الدعاء وقلته ،وبعد أن أنتهيت من صلاتي ودعائي، ذهبت إلي أبنتي الكبرى لكي أسألها عن مكان الموبايل، لكي أتصل به وأطمئن عليه
،وجدت أبنتي تصلي، وبعد فترة من الوقت ذهبت اليها مرة أخرى وجدتها تقرأ قرأن ولم أريد أن أقطع عليها، وقلت في الصباح سوف أتصل به وأطمئن عليه، خصوصا وقتها، كانت الطائرات الاسرائليه تدك غزة، وكان مكان القطاع علي الحدود مباشرة، ثم مرت الليله
وفي ثاني يوم كان يوم آخر جمعه من رمضان، وبعد حوالي 17ساعه من دعائي، أستشهد زوجي، وعندما جائني الخبر، شعرت أن الله يكلمني ويذكرني، بدعائي ويقول لي ألم تطلبي مني أن أحرم النار على جسده ؟؟،ها أنا أخترته شهيدا وهو صائم وفي أيام العتق من النار، وهو يدافع عن أمانته التي يحملها، إنه شهيدا شهيد بإذن الله
كلما أتذكر تلك الليله، أسأل نفسي هل هى رساله من الله لكي يهيئنا نفسيا للخبر، ويرحمنا برحمته من الفاجعه؟ ؟
لا أعرف،
كل ماكتبته يشهد الله على كل كلمه إني صادقة فيها
اللهم نحتسبه عندك من الشهداء
وإنالله وإنا إليه راجعون
وتدعو الزوجة ربها : ”سامحني يا الله إذا بكيت على قضائك رغم أني مؤمن به، وبكيت على بلائك وأنا أعلم أنه اختبار لي، سامحني يا الله اذا أنفلت صبري وضاقت نفسي .“
كما كان لهذه الزوجة الوفية لزوجها ولموطنها موقف شريف وواضح من بعض أهالى سيناء المعترضين على ظروفهم المعيشية فى ظل الحرب الدائرة هناك فكتبت تخاطبهم :
بعد حرب 67
هجرت ثلاث محافاظات على خط قناة السويس المواجه للعدو الصهيوني من أجل إسترداد سيناء المغتصبه، عاش الشعب في أحلك الظروف، كانت عائلتي تسكن مدينة القنطره غرب بالاسماعليه، ثم هاجرت الي الشرقيه حيث ولدت بها في 23/12/67
ظروف صعبه مرت بكل من هاجر يمكن بالكاد يجدوا قوت يومهم
ومن يوجد علي صفحتي ممكن يشاركني في شرح هذه الظروف
لاهالي الشيخ زويد ورفح، الذين يصرخون ليل نهار علي صفحات الفيس بوك، يعرفون أن سكان ثلاث محافظات عانو الامرين في سبيل استرداد سيناء، لم تنتشر في تلك الايام أنهم سوف يسلمون هذه المدن لاسرائيل، كما نسمع اليوم، ويروج لفكرتهم خونة الداخل،أولادنا يضحون بدمائهم الغاليه في سبيل، حفنة من البشر لا يستحقون العيش
علي ارض سيناء، لا تجد من يترحم علي شهيد يرجع اللي أمه في صندوق، وكل هذا البلاء، سببه أنفاق، وملايين دخلت جيوبهم
هم نفسهم يردون حرب واسترداد ارضنا من أصحاب الرايات السود
،دون ان يشعرون بشيء، الحياة وردي لهم، وفروا لنا المأكل والمشرب
وكل سبل الراحه، حتي لو عدتم الي اهلكم في صناديق مش مهم،
من أعتصر الجوع بطنه بعد حرب 67،يعرف يعني ايه حرب وما يتبعها
أما، أن تتحدث، وتقول مرت علينا حروب لم نشاهد، مانشاهده هذه الايام، لانك لم تكون في ارض المعركه الحقيقية، كنت تتنعم في معونات الامم المتحده، لانك تحت الاحتلال،
حضرتي أعرف كل صغيرة وكبيرة تدور علي ارض الشيخ زويد ورفح
أعرف أن كان لي رجل مخلص لبلده، رفض تركها، في حين فر زوج حضرتك هاربا ، حضرتي اعرف من قبض تعويض منزله، وراح يبني
هيكل بيت لكي يأخذ تعويض أخر، حضرتي اعرف من بني القصور
والابراح من الانفاق، حضرتي اعرف من كان يتاجر بالافارقه، وتعذيبهم
وصراخهم ،
ولو أطلقت لقلمي العنان ليكتب الكثير والكثير
أعلم أن الكثير من اهلي شرفاء، ولكن القليل منهم يسيؤن الينا
بالفعل، والقول، والبعض منهم أشبه بالبوم الذي يصرخ علي الخراب
وصل للبعض منهم لايترحم علي شهيد سواء كان عسكري او مدني
أبطالنا سيناء أمانه في اعناقكم ،نقدر تضحياتكم، طهروها من دنس الخونه والمتأمرين، حتي لو الحزام الامني وصل العريش، من أجل الحفاظ على كل شبر فيها، نحن زائلون والوطن باقي ،
هذا ماتعلمته وغرسه فينا قدوتنا، الانسان المحب لوطنه
الشهيد اللواء محمد سلمي عبدربه