حين أهاجر / بقلم : إسماعيل هموني / المغرب

حين أهاجر خارج ذاتي أجدني أكثر تحررا ؛وأكثر استقلالية . كمن يخرج من

 

شرنقة اللغة إلى روعة المعنى اللامتناهية . في الانفصال عني أرى شمس

 

غيري تكبر تحت وسادتي . و أتلمس ترحال الظلال من تخوم مسدودة إلى

 

عوالم بلاتخوم . وأكتشف أني أتطهر من سطوة الليل التي كانت يحجب عني

 

ظلي . كأني صرت قنديلا يقوده مثنى.

 

في “الهجرة” أغتسل في نهر الحياة المفتوح على الفطرية . وأتنعم في لغة

 

البدايات . لغة مازالت مختومة بمسك البداوة . كأن الطهارة لا تكون إلا للطيور

 

التي لا تستعيد لسانها من الترويض ؛ بل تتحكم في أوتارها حين تشرب

 

من أناشيد الغريب .

 

في الهجرة ..أساق دوما إلى البداياااااات .. لا إلى المحاكاااااة .

 

في الهجرة .. أبحث عن الأصووول …لا عن الأفوووول .

 

تلك هي أكثر المشاغل “براءة” لأن الذات تصبح طفلة لا كيد لها ؛ خالية من

 

فخاخ الليل والنهار. كأن الضوء لا يأفل أبدا ؛ ولسانها خال من فجوات التقعير .

 

ينبغي أن تكون الهجرة جزءا من فهم الذات لحالها ؛لأنها عمل يقوم على نكس

 

الترسبات والأوحال التي تلازمت مع البراني والجواني حتى طمست كل معالم

 

التحصين.

 

إنها دعة تتحرر من أسر الحقيقة الصاخبة ؛ وتبني إقامة مريحة لها على شطوط

 

الحرية ؛ وإنها ضرورة وجدانية تتأسس على العلامات السحيقة في كلام الأوائل.

 

كأن ألتقط أكتشافا مفاجئا لم ينجز بعد ؛ولم يمسسه تأويل بخرافة التهويل أو التعقيل.

 

إنه صوتي الذي هاجرت إليه منذ أن أقام في كلام السماء ؛ وشغل حيزا متاخما

 

للنجوم ؛ وظل يبصر ظلالي على الأرض. إنه ما بقي من البقاء المنسدل الذي

 

لا ينضب .

 

أهاجر إليك ؛ وكل المرايا غنية بعطرك ؛ ونفحات الشعر ؛كأنه حدسي يرتقي

 

سلم الروح بصمت أصيل في دائرة الحلم ؛وسلال غبطتي.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!