هيام الفاهوم ابنة السابعة والعشرين ربيعًا، كاتبة فلسطينةُ الدّم تحديدًا من عروسِ الساحل “يافا” أردنيّةُ الهوية، بكالوريوسٌ في التصوير الطبيّ، تعمل في مستشفى الأمير الحسين في مخيم البقعة.
مولودها الأوّل “فأسميتها شمس” قصة رومانسية تتمحور بين صراع الحبّ والشيطان وأجيج الحربّ تدور أحداثها حول شاب فلسطينيّ يدعى: “حسن” يغرم بابنة عمه “شمس” منذ أن أبصرت عيناها النور… الّتي أسماها هو بنفسه حين السؤال عن اسمها وحدث ذلك في مخيم اللاجئين تحديدًا، ولدت شمس في مناخ يسوده السياسة واشتعال الثورات وأزيز الرصاص في الستينات.
كان حسن شابًّا يتيمًا لديه زوجة أب تنافس الشيطان في أفكارها الخبيثة… وتلك اللعينة قد حالت بينه وبين حبِّه الزمرديّ إلى أن بدأت تبث سمها في أفكار والده لضرورة زواجه من فتاة تدعى ” صباح” بحجة أنَّها تريد أن تفرح به… فما كان له إلا خيار الانضمام للكتائب المقاومة حاملًا معه العشق الأوحد.
سافر هو ورفيق دربه ” أحمد” وقبل رحيله أخبرهم مراوغًا بموافقة على الخطبة من صباح ورحل بعدها دون أي أخبار ، ذاع إشاعة في الحيّ كانت وراءها زوجة أبيه أن حسن قد مات، وقتذاك تزوجت صباح من شاب آخر … لكنّ عمته _الحضن الحنون لهُ_ لم تصدق تلك الأكاذيب وكانت على الدوام تبعث الأمل والطمأنينة في قلب شمس .
في عامِ ١٩٨٢ انتشرت رائحة الموت في مجازر عدّة إحداها صبرا وشاتيلا… اشتدّت الحرب دون رحمة أو هوادة فطالت شقيق روحه أحمد .. بقيّ حسن لوحده صريع الألم والذكريات وحتّى الحبّ الذي رافقه سبعة عشر عامًا بلا كلل وملل بل جنون وغزل.
اعتقل في سجون الاحتلال بتهمة مقاومة الحرية، أرسل رسالة طمأن فيها أهله وعمه وشمس أنّه بخير ، فما كانت إلا صاعقة نزلت على قلب الشمطاء نارًا وأثلجت قلوب أحبته حبورًا… وبعد فترة خرج بهدنة لتبادل الأسرى وكان اسمه من بين ٥٠٠٠ أسير، امتلكته الفرحة العارمة بعد أن التقى شمس الحرية وشمس الحبّ للأبد.
عبّرت الكاتبة بأسلوب أدبيّ يحاكي الواقع لكلّ فلسطينيّ، الانتقاء للألفاظ ببلاغة جميلة والدّقة فيها؛ كأنّها قبسٌ من نور، واستشهدت ببعض الصور الفنيّة أبرزها:
1. في تجربة البراري هذه تتعلم كيف تكتشف ذاتك بين أحضان الجبال.
2. من قال أن الحبّ يحتاج العقل؟! الحبّ لا يحتاج إلا الحدس، وحدسي أحبّك أولًا.
3. دين القلب لا يقبل الرّدة إلّا بموتِ المحبّ.
4. المراوغة ضرورية أحيانًا، تمنحنا الوقت لنفكر بطرق الخلاص.
اختمتت قصتها الخارجة من رحمِ الألم بحبورٍ عذب؛ لأن الحبّ ليس مجرد شعور عابر بل هو هيامٌ من هيامٍ دائم.
تقرير: أ_ سوزان الأجرودي