وصمم الخريف أن يستوطن ذاكرتي المرهقة وابت الشمس أن تطل علي من ثقوب الجدار كما اعتادت أن تفعل مع ميلاد كل يوم جديد
ايامي خراب يعيد نفسه،و موت بطيئ يتسلل إلى اعمافي،كلما بات في حوزتي سوى ذكريات بهت لونها ،اجتر في تلك العتمة هزائمي المتلاحقة،لا صباح جديد ينذر أو ينبأني بأن هناك امل ما يبطل علي من ثنايا شرفتي الموصدة ،انا خرائب زمن غابر ذهب مع الريح ،زرعتني الدنيا شوكة في حلق الكارهين،يتملقون ويوزعون ابتسامات مسمومة امامي ثم ينصرفون و كأنني احمل أوسمة النجاح ،للغل والحقد كثير من الوجوه لكنه يصير بشعا يجعل الحاقدين أشبه بالمسوخ البشرية ونظراتهم أشبه بشرار يتطاير غيضا و غضبا
لم تمهلني الدنيا كثيرا من الوقت،صرت اشعر و كأنني جئت إليها برغم إرادة والداي ،او لنقل كأنني وجع جاؤوا به إلى الدنيا ،لذا تركوني جانبا و انصرفوا ،تناسوا وجودي لسنوات ولا يزالون
غريب أن يكون اسمك فقط هو ما لا يزال عالقا بذاكرتهم الخائنة ليمنحوه لأبناء أبناءهم و كأنهم يكفرون بذلك عن ذنب اقترفوه في حقي
قد تسامح و نغفر الإساءةل وكن الجروح تترك ندبا بمرور الأيام والوقت ،فقد ننسى أننا خدعنا للحظة لكن الذكريات تعود مع كل الم لزرع بذور اليأس والرغبة في الرحيل للقاء أناس قلوبهم طاهرة نقية في مكان ما في رحاب هذه الدنيا الواسعة، مكان لا يشبه الامكنة لاعواصف فيه ولا رياح لنرتاح من جور زمن خدعنا و مزق اشرعة قلوبنا المنفتحة عن الحب والخير
الندم سيف منسموم استله من بين ضلوعي ، القي به و ارحل باحثة عن ارض تليق بي ، تضمد جراح الزمن المار بثقله على قلبي ، ارتاح من التفكير ، ادفن الماضي و اقرأ عليه الفاتحة هناك فقط اكون قد تحررت من ظلم اناس لطالما اعتقدت انهم خلان ،فلا خليل لك سوى الليل ايها العبد المسكين و لا مرافق لك سوى الله و لا احدا سواه