آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
مشاركة الشاعر الدكتور حربي طعمة المصري بمهرجان الجاكرندا الأول الذي نظمه بيت الثقافة والفنون خلال الفترة 11- 14/7/2019
******************************
عصفت ومد الشوك أثوابه
وسرت فنادى الفرض أوابه
فارت من التنور شعلتها
والمَس عرى الرمل أثوابه
فكت عُرى ما كان متصلا
واستدبرت بالقد محرابه
هاجت ولبى الموج رغبتها
ورغت فأبدى الشر إعجابه
قذفت على الشطآن معصية
فبكى جريد النخل جلبابه
تُهنا وموسى في مداركنا
كم قاوم التوهان إنجابه
ثارت ووجه الأرض مقصدها
كم شيبت باللفح أعشابه
فبأي آي رحت تسألها
قد أولمت للجزء أحزابه
أدريت ما فعلت وما اقترفت
شنقت على الأعواد زريابه
قمر بليل التيه يهجرنا
ويطيل في العرجون إضرابه
بالعتم ما عادت لنا قمرا
كيما يعيد المتن كتابه
ما دون قاب القوس باغتني
نزف أباح الحبر إغضابه
حملت نصال الحرف أسطرها
فاستنفر الجلاد حجابه
يا رائحا أسقط بنا زمنا
قد شنج التيار أعصابه
أسقِط فما عادت وصاحبها
أفعى ولاك الليل أسلابه
يا لائمي بالطرح تجمعني
فالضد مد الجذر أسبابه
يا أنت في الثقلين أمتعتي
سفر يقيم اليوم نوابه
وطن بحجم الغيم ينشرني
وملاءتي ارتحلت وذوابه
ما دام في الأكوان يرقبني
كحلت بالإيمان أهدابه
كم دمعة غسلت مدامعنا
لتعود كالأنوار جذابة
رفعت بيت الشعر من تلف
وشددت للأوزان أطنابه
وجعلت من ظلماته صحفا
وأعدت للطبشور طلابه
وأزلت عن أقفاله صدأ
ونقشت بالياقوت أنسابه
ورجوت كف النور يهملني
لأصوغ بالتكبير أصلابه
زمن بخط العرض يأسرنا
ويعيد خط الطول كُلابه
للموت أسفار نكابدها
ويقيم علج الروم أنصابه
ما زال ناي القهر يعزفنا
ويجيز للأغيار أحقابه
ما عاد ضرع الأرض يُطعمنا
عسلا وضرع السوء حلابه
ما بين ناصيى وفاصلة
نُقطُ ُ ويمحو المجد أصحابه
فاقرأ سطور الريش فارغة
مُذ فارق التاريخ ُ أسرابه
وافهم رعاك الله ردتها
قد كان للشيطان سبابة
هلا ارتويت القطر من بردى
وسكبت للشلال أنخابه
وأنرت في بعداد شمعتها
ودعوت فوق الموج سيابه
ومسحت دمع الحُزن في الأقصى
وكسرت قفل الذل أنيابه
أبرقت ؟ من فيهم مطرا ؟
والغيمُ في تموز كذابة
ما خلتُ يا نيرون تحرقها
وتُجيز للطاعون لُزابه
نار على عدن ودلتها
قد أحرقت بالبن أخشابه
شبت وما تدري بأيهما
أضحت حروف الضاد مرتابة
أمت بذور الشوك بيدرنا
ومضت لرحم الأرض وثابة
صدئت محاريث وقارئها
قحط يمد الملح أذنابه
ضمدت قافيتي على وجعي
والترب نادى اليوم أترابه
كفن يواري خجلا
والشعر سد الآن أبوابه
