ناصر محمد ميسر
جريدة آفاق حرة
عوكل الولد الشهم
في واحدة من حواري منطقة عين شمس، المتشبعة بروح الجدعنة الأصيله، التي تفوح منها رائحة الرجولة، جلس هذا الرجل الستيني، من قاطني المنطقة، يروي حكاية “إسماعيل” الذي اشتهر بين جيرانه باسم “عوكل” هذ الشاب صاحب الـ٢٧ عامًا، الذي أبى أن تتحول منطقته إلي وكر لافتعال جرائم الاتجار في المواد المخدرة، متخذًا القرار الذي أصبح عبئًا علي الكثيرين اتخاذه، لتنتهي الحكاية، وتسال دماء “عوكل” أمام الجميع.
“لم يكن من مفتعلي المشاجرات..كان في حاله..واد جدع” بهذه الكلمات التي تدل علي شهادة المجني عليه، بدأ العجوز روايته عن الواقعة، قائلاً “لم أشاهد أو أسمع في يوم من الأيام عن مشاجرة أو خناقة كان المجني عليه طرفًا فيها، فبالرغم من أنه لم يحصل علي شهادته، إلا أنه تعلم الكثير، وكان الطابع الصعيدي غلابًا علي تصرفاته لما يمتلكه من جينات والده السوهاجي، الأمر الذي كان السبب في رفضه أن يتحول الشارع إلي دولاب لبيع المخدرات، وبالأخص أمام محل أكل عيشه، ويحاول في بداية الأمر لفت نظر “أحمد” الشهير بـ”عضمة” في إنهاء بيعه المواد المخدرة بالشارع، ولكن كان التفاهم طريق سدٍ مع هذا البلطجي”.
“خناقة مع عضمة البلطجي”
وبدموع الفراق التى أذرفها علي موت خليله وصديق عمره، أمسك أحد أصدقاء المجني عليه طرف الحديث، مسلطًا الضوء علي الساعات الأخيرة في حياته، قائلاً “في يوم الحادث كانت الأمور تسير علي وتيرتها الطبيعي، الكل منشغل في لقمة العيش، كذا كان عوكل الذي بدأ في مباشرة عمله داخل محل الطباعة في ميعاه اليومي، لم يكن في مخيلة أحد أن ينتهي اليوم بفراقه، ولكن هكذا تكون ضريبة النطق بالحق ومنع الحرام”.
وأكمل صديق المجني عليه حديثه قائلاً “بدأت المشاجرة بمعاتبة عوكل للمتهم علي بيعه المخدرات بالشارع وأمام مكان أكل عيشه، بعدما فشل في كثير من المرات منعه من بيع تلك المواد كغيره من قاطني المنطقة، ولتغلي دماء عوكل وتحدث مشادة كلامية بينه وبين المتهم، تمكن الجيران من إنهائها، ولكن كانت نية الغدر متواجدة، وتتجدد المشاجرة من جديد بعدها بحوالي الساعة، وتتحول إلي خناقة بالأسلحة البيضاء، تعدي كل منها علي الآخر، ويسدد الجاني طعنة برقبة المجني عليه من الجهة اليسري فوق عظمة الترقوة، لينهي حياته في الحال، وتنتهي حكاية عوكل، أمام الجميع”.
“قالوا السبب ألف جنيه..بس الحقيقة السبب الجدعنة”
من جانبه أكد أحد أقارب المجني عليه ،أن ما تردد علي أذهان البعض من أن السبب وراء حدوث المشاجرة، كان اقتراض عوكل مبلغًا ماليًا قدره ألف جنيه من الجاني، ومماطلته في إرجاع هذا الدين، لا يمت للحقيقة بصلة، وأنه محض افتراء وأكاذيب اختلقها البعض لخلق روايات وحكايات عن الواقعة، ولكن الكل يعلم ما حدث، الجميع تعامل مع المجني عليه بشكل شخصية، ويعرف ما علي الجاني من أحكام وقضايا، وأنه يتاجر بالمواد المخدرة.