اليمن – آفاق حرة
في عددها الرابع تفرد”وطني” ملفاً عن”الثقافة العربية.. الواقع والتحديات”، وتحتفي بثلاث قامات عربية، وتحاور فداء الزمر وشاكر صبري، وثثري أبوابها المختلفة بالكثير من الألق الفكري والأدبي والفني…
في عددها الرابع لشهر مارس 2021 أفردت مجلة “وطني” الصادرة عن “التجمع الشعبي العربي” ملفاً عن “الثقافة العربية..الواقع والتحديات” في محاولةٍ لإثارة الموضوع على مستويات متعددة ومن أكثر من بيئة قطرية واحدة من أقطار وطننا العربي، كمحاولةٍ في تنشيط ذهنية الاستجابة لقراءة الواقع الثقافي وتحليله ومعرفة نقاط القوة والضعف ومكامن الخطر…إلخ.
ولقد أسهم في الملف كلٌّ من: الكاتب المغربي”الزبير مهداد” حيث كتب عن “الثقافة العربية وتحديات العولمة”، كما كتب الناقد والمفكر والأكاديمي العراقي د. “سعد العتابي” عن “صراع العولمة الثقافية وسبل الحفاظ على الهوية العربية”، ومن جانبه أبدى الأكاديمي الفلسطيني “د. وائل المبحوح ” رؤيته فيما كتبه عن “الإعلام الثقافي..وكيف يجب أن يكون”، كما أسهم في إثراء الموضوع الناقد والأكاديمي بجامعة الإمارات العربية المتحدة”د. شعبان أحمد بدير” بالكتابة عن “الأدب والهوية الثقافية. وفي هذا الصدد المثار يضع الكاتب والروائي اليمني الغربي عمران هذا السؤال عنوانا لمقالته”لماذا أزمة الثقافية العربية”. تلا هذا الزخم الفكري والمعرفي الحديث عن “مأزق المثقف العربي” من جانب الكاتبة “نبيلة العبسي”، في حين شارك الكاتب الشاب “عبدالرزاق الضبيبي” بوجهة نظره الموسومة “المثقف العربي.. رهين الآيديولوجيا”. وعن “تحديات المثقف العربي في خلق جدلية التغيير” كتب “هاشم الحسني” تحت هذا العنوان بإيجاز- والذي اختتم به ملف العدد.
هذا.. واحتفت “وطني” في عددها الرابع بثلاث قامات عربية: “محجوب ثابت بك” و”الأديب الطبيب عبدالسلام العجيلي” ضمن باب “آفاق “، و”كامل كيلاني..رائد أدب الطفل” ضمن باب “أطفالنا”، والذي احتوى هذا الآخير أيضا على: دراسة عن “شعر الأطفال في العصر الحديث- الماهية والبناء الشكلي” لـ “د. عصمت خورشيد”مدرس مساعد- قسم رياض الأطفال- كلية التربية/جامعة طنطا، ومقال آخر للكاتب محمد المطارقي” نحو كتاب صالح لطفل عصري”، وبين ذلك نطالع حواراً مع كاتب الأطفال المصري “شاكر صبري” أجراه حسين عبدالعزيز، وعن كتاب “حكاية بذرة للسيد نون” نطالع عرضاً كتبهُ الأديب والأكاديمي اللبناني “د. طارق البكري”. كما نطالع في ثنايا هذا الباب أيضا قصة للأطفال “الرياضة في الغابة” قصة “د. هواش نصر الصالح” ورسوم المبدعة العراقية “كوثر المطلبي”.
أما في باب “فنون” تعانقنا باقة زاهرة تتماوج بين عوالم متنوعة عابقة بالدهشة الفنية والعروض المختلفة.
إذ نطالع في المستهل ماكتبهُ عاشق الكمان الكاتب اليمني” صدام فاضل” عن أغنية” فوق النخل”. تلاه الاقتراب من عالم السينما عبر “حيواتنا أفلام رعب” للكاتبة ميسون أبوالحب، كما كتب الفنان والأكاديمي العراقي “مصدق الحبيب” عن”تروتسكي والحب والنهاية المفجعة”، لنطالع أيضاً” اعتذار متأخر لعزت العلايلي” من طرف الكاتبة والإعلامية المغربية “ريم نجمي”. وعن “المسرح في حياة البشر” نطالع ماكتبه المخرج أسامة مبارك الخالدي، كما كتبت الكاتبة والمسرحية المصرية “هند سلامة” عن “ديجافو..فكر وفلسفة وتأمل في قالب كوميدي ممتع” ضمن هذا الباب، والذي اختتم بالقول عن “فن الفيلوغرافي” للكاتبة والفنانة الأردنية “لادياس سرور “، ثم الحديث عن “المسرح والحراك الثقافي” من جانب الكاتب والمخرج الجزائري “نبيل مسعى”.
كما استهل باب “دراسات وكتابات” بدراسة بعنوان “ركائز حضارتنا العربية”للناقد والمفكر والأكاديمي الأستاذ بالجامعة اللبنانية “د.محمود حمد سليمان” ، تلاها الكتابة عن “لغة الأشارة.. لغة الحب”للكاتبة والمحامية الفلسطينية “صفاء صيداوي”. وعن “أقطاب النص.. في البرزخ” نطالع في ثنايا هذا الباب رؤية الناقدة والأكاديمية الأردنية “وداد أبوشنب”. كما نطالع في هذا الباب أيضا قراءة نقدية للكاتب الأردني سمير الشريف في “رواية بيت السودان” ورمزية العراق لـ محمد حياوي، وأخرى للكاتب والقاص السوداني”صديق الحلو” عن رواية عيسى الحلو الجديدة”نسيان مالم يحدث” التنقيب من منطلق التجريب، وثالثة للناقدة والروائية التونسية فتحية دبش” المتاهات والحضور.. قراءة في كتاب منسي’إنسان نادر على طريقته’ للطيب صالح” ورابعة “المنهج النفسي والرمز في الصورة الشعرية عند الشاعر أحمد مصطفى سعيد”.
و في بابي”نصوص” نطالع باقة إبداعية جديدة من النصوص الشعرية ثم السردية لمبدعين ومبدعات من مختلف أنحاء الوطن العربي.
أما في باب”ترجمات” فنطالع مقالاً مترجماً من الفرنسية للعربية”تاريخ الفن باختصار” ترجمة: الأديبة والمترجمة والأكاديمية السورية “د. أماني ناصر محمد” ، وآخر بعنوان”الحكمة من ارتداء الحجاب” ترجمتهُ من الإنجليزية للعربية المترجمة المصرية “أسماء مصطفى العطفي”، وثالث بعنوان “سيستغرق سنوات من أجل إصلاح الضرر الذي ألحقه ترامب بالحملة ضد أزمة المناخ” لـ”تسيبي يسير إتسيك”، والمنشور على صحيفة معاريف الإسرائيليه، وترجمهُ من العبرية للعربية المترجم والأكاديمي الفلسطيني “د. صبحي بهلول”.
الجدير بالذكر بأن باب “آفاق ” الذي يتصدر أبواب المجلة وسبقت الإشارة إليه نطالع في آفاقه أيضا ماكتبه البرفسور “أنور عبدالحميد الموسى” عن “كورونا في الأدب والعلوم الإنسانية والثقافة العربية.. الواقع والتحديات والإشكاليات”، وفي أفق آخر كتبت الـ د. رهف محمد حنيدق عن “النقد الذاتي.. ونظرية المؤامرة” . كما نطالع تحقيقاً حول “العربيزية بين العربية والأحرف اللاتينية” أجرته المحققة والباحثة التربوية اللبنانية “خديجة حيدروة”، وثمة حوارا آخر لـ”وطني” مع الأديبة الأردنية فداء الزمر. وعن التدريب وشؤونه نطالع في آفاق هذا الباب مادة أعدّها المدرب الفلسطيني “جهاد شجاعية” من أجل عملية تدريبية ناجحة. ولإن إصدار عدد هذا الشهر يصادف”يوم المرأة العالمي” فقد كتبت الكاتبة والروائية المصرية د. منى فتحي حامد “المرأة عظيمة في كل يوم”، فضلاً بأنه تم إفراد مساحة كبيرة لمشاركات المرأة في هذا العدد.
تخللت أبواب هذا العدد- والذي يقع في 158صفحة- العديد من الفواصل المتنوعة الواقعة فيما بعد نهاية باب سابق وقبل بداية باب لاحق، خاصة الأبواب التي لاتليها”نصوص شعرية أو سردية” ومايقع طي أبوابها النصية من احتفالات بالغة التنوع والدهشة قد تغني المطلع عن أية فاصلة أخرى . حيث يفصل مابين “أول الكلام” وقبل دخول بوابة “آفاق” نبذٌ عن إصدارين أدبيين جديدين على المشهد الأدبي والثقافي، وفي نهاية باب”آفاق” وقبل الدخول من بوابة”دراسات وكتابات” يضع لنا الكاتب اليمني “محمود عبدالوهاب النصاري” فاصلة مقالية ذاتية بعنوان “خطبة في حفلة الرقص”، وفي ذات ترحال يدعونا” يوم على سفرة ستي الفلسطينية” للجلوس على مائدة هذه الفاصلة الواقعة مابعد نهاية باب”ترجمات” وقبل دخول بوابة “أطفالنا”، كما تقف وراء نهاية ماقبلها وقبل عناق الواجهة الأولى لملف العدد فاصلة رياضية، هي عبارة عن”لونان في جسد واحد يغزوان شمال أفريقيا”.
هذا وافتتح العدد رئيس التحرير “د. صبحي محمود بهلول” بتلويحة عن “النشيد الوطني الفلسطيني”، ربما كتلويحة أولى من جملة سلسلة تلويحات ستتصدر مجلة “وطني” في أعدادها المقبلة.
وكالعادة، يختتم سكرتير التحرير ” سليم المسجد” هذا العدد بمقالٍ يتسم بالواقعية المفرطة، كانت مفردتا “الحب والحرب” محور نبشه الاشتغالي هذه المرة، ليملأ بلاد الواقع صخباً وشغباً.. حتى الملتقى.
-لوحة الغلاف الأول للفنان: محمد العامري..