عمان _ آفاق حرة
صدر عن دار النشر؛ جفرا والدندشي ناشرون وموزعون كتاب بعنوان “التخطيط والتنمية السياسية”، إعداد الباحث “د. محمود جودت قبها”، بعد إتمامه مُؤخرًا إحدى رحلاته العلمية في برنامج الدراسات العليا “التخطيط والتنمية السياسية” من جامعة النجاح الوطنية، رحلةٌ وَصَفَ اختلافها عن غيرها لما مرَّ به إبانها من مُعيقات وصعوبات وتحديات، رأى فيها ذاتها سببًا للأمل والسموّ واجتياز تلك المرحلة بنجاح تختلط فيه مَشاعر التعب والفرح، مُشيرًا إلى ما يُكابده الوطن من ويلات الاحتلال الصهيوني الغاشم، وما مرَّ به أيضًا من أحداث عالمية مُستجدة مُؤخرًا، والتي انعكست بدورها محليًّا على أصعدةٍ عدة، كصراع الأقطاب العالمية وما تبعها من حروب ومآلات، وجائحة كورونا ومُتحوراتها، ومُغالاة الكيان الغاصب بالوحشية لا سيما بعد أن أصبح يُحاول تصدير أزمته الداخلية على دماء أبناء شعبنا العظيم، كما لا يخفى على أحدنا أهداف الكيان البائسة ومُحاولاته المُتعددة والمُتواصلة في عرقلة المَسيرة الثقافية والفكرية والتعليمية والدفع نحو تجهيل أبناء هذا الشعب المُناضل.
يأتي هذا الجهد كمُساهمة قيّمة وفعّالة في ميدان “العلوم السياسية” عامةً، ولبرنامج “التخطيط والتنمية السياسية” خاصة، إذ إن التنمية السياسية تُعد هدفًا رئيسًا تُنشده النُخب السياسية والفكرية والأكاديمية والثقافية من أجل تقدم دولتهم، وتخليصها من الأزمات المُعيقة للعملية السياسية، وحماية مُجتمعاتهم من الإرهاب الفكري.
جَمع مُعدّ الإنجاز غالبية مَواد هذا التخصص بكثير من التنسيق والترتيب واليُسر، وبِشكلٍ ارتأى فيه الفائدة العامة غير المُنحصرة بِفترةٍ زمنية مُحددة، فائدةٌ قد لا تَشمل الطلبة المُلتحقين بِذات التخصص فحسب؛ بل قد تُشكل بِذرة جامعة لِمواد تحمل مَنفعة مُوجزة وذات مَغزى؛ قد تُسهم في مُساعدة تأسيسية للمُهتمين بِذات المَجال من طلبة وأكاديميين وغيرهم من ذوي العلاقة.
تضمن مُحتوى الكتاب خلاصة ما قد يُسهم بِمُساعدة الطلبة في وضعهم على طريق اجتيار هذا التخصص بنجاح، وبالحد الأدنى غرس فكرة أهمية تلخيص المواد العلمية سواءً لِلفائِدة الآنية المُتمثلة باجتياز اختبارٍ أكاديمي، أو مُستقبليًّا لترسيخ أكبر فائدة وثمرة في ذِهن المُتعلم، كما أنه قد يُصبح بِمثابة دليل إرشادي ومرجع علمي يُثري مَخزونهم الفكري والمكتبي، فيما أطلق عليه “مُفتاح” أو “خارطة طريق” مُرشِدة لاجتياز المَجال أو المَسار الذي يُنشِده.
وأردف مُعدّ الكتاب قائلًا: أن إلقاء الضوء على خلاصة مُبسطة لغالبية مواد التخصص؛ قد يًنير درب قاصديه، بِما يُسهم في رفع الوعي بالتفاعلات السياسية من حولنا، ويُنمّي القدرة بالحكم على الوقائع السياسة، آملًا أن يكون ذلك في إطارٍ من الحسِّ الوطني والشعور بالانتماء لقضايا الأمة وتنميتها الشاملة والمُستدامة.
وقد ختم كتابه بجملة للكاتب البريطاني جورج أوريل: “في عصرنا لا يُوجد شيء اسمه بعيدًا عن السياسية، فكل القضايا هي قضايا سياسية”.