إنها ، أسطورة من الحجارة
قصيدة من الطين المشوي
وحانوت . يكتظ بالخرافات
في مداخل أسواقها
تسطع شمس البهارات
ومن نوافذ بيوتها الملطخة بالنساء
تطل إناث ببياض الحليب
لهن أعناق الزرافات
وعيون بقر الوحش
دافئة بيوت ” صنعاء ”
والنساء أكثر دفئاً
في كل بيت موقد لا ينطفئ
وفي قلب كل امرأة
شمس لا تغيب
و ” صنعاء ” مئذنة تستيقظ عند الفجر
وتوقظ غزلان المدينة
مآذن تشتعل عند الغروب
وتشعل قبة الروح
أذكر ” صنعاء ”
فتضيء قرى الذاكرة
أغيب عنها
فتنطفئ جذوع حواسي
وتأكل ورقة قلبي
حشرة الحنين
كل حجر في ” صنعاء ”
يذكر وجهي
وكل زقاق فيها
يؤدي إلى قلبي
آه ” صنعاء ” ! من يمنحني ثقباً في سورك
لأرى قلبي المأسور
ضوء حبيبتي الخارجة من الحمام
عصفور بخور شعرها حين تعبر الزقاق
يا أبواب ” صنعاء ”
هل خرجت حبيبتي هذا الصباح ؟
لأبخر هذا المكان بالنار
وأعد الماء المبخر
هل ستخرج هذا المساء
لأشتري أحسن القات
وأفضل التبغ
أقسم . لو لم تخرج هذه الليلة
سألغم هذا السور بقلبي
سأبيح مدينة ” صنعاء ”
لقبائل حبي
سأسدّ جميع مداخلها
بوباء العشق
وطاعون الصبّ