بقلم __ الكاتب الصحفى يوسف القاضى
كلنا نعاني من ظاهرة التسول التي انتشرت واستفحلت في الآونة الأخيرة بجميع مدن الجمهورية ، ويظهر فيها المتسولون بمظاهر متعددة لإثارة مشاعر الآخرين ، نراهم تارة يظهرون بثياب بالية ، ومنهم من يستخدم عيبه الخلقي أو حالته المرضية ، وبعضهم يستغل الأطفال للوصول إلى مبتغاهم ! للمتسولين أساليب خاصة للحصول على المال متمثلة في الجلوس أمام دور العبادة ، أو التسكع بالشوارع ، أو التردد علي بيوت الأهالي ، أو بدخول الأماكن المكتظة بالناس كساحات أضرحة أولياء الله الصالحين ، وعيادات الأطباء ، والمستشفيات ، أو الوقوف في الميادين والطرقات والتقاطعات المزدحمة كإشارات المرور وغيرها لاستجداء عاطفة الناس ، مطلقين عبارات خاصة بالاستجداء مثل ( لله يا محسنين ) أو ( حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيره ) و( هنيالك يا فاعل الخير ) وغيرها ، مع إطلاق بعض الأدعية المحفوظة عن ظهر قلب المكررة مع كل شخص ، ولكن هذه الأيام فقد برزت طريقة جديدة للتسول ، وهي ظاهرة ( التسول السياسي ) !! إذ يمارس هذه المهنة مرشحي الانتخابات البرلمانية فيظهرون بملابس مغايرة عما يظهر عليه المتسولون الحقيقيون لكن بنفس أساليبهم في استجداء الناس البسطاء ، وتكون فترة تسولهم محدودة ، إذ تبدأ بفترة قبل الإنتخابات ، وتنتهي بفتح صناديق الإقتراع ، وقد أعد السياسيون لهذه الظاهرة خططاً مسبقة وبرامج مدروسة عن طريق فريق من المختصين ، وكوادر تعمل على مدار الساعة ، لوضع الخطب الرنانة والهتافات التي يمكن لها أن تثير عاطفة هؤلاء الفقراء ومشاعرهم الجياشة ، أهم ما يميز هذه الظاهرة هو ذهاب هؤلاء المتسولين ( المرشحين ) إلى القرى والمناطق الفقيرة التي تضم الكثير من الفقراء والمساكين وأصحاب الحرف غير المستديمة ، مطلقين خطبهم الرنانة ووعودهم الكاذبة التي تثير عواطف هذة الطبقة البسيطة ، واعدين إياهم بمعالجة جميع مشاكلهم وتوفير الخدمات الأخرى التي تكاد تكون معدومة ، فيعتاش هؤلاء على أمل أن تتحقق تلك الوعود ، وما أن تنتهي الإنتخابات يتناسى المرشحون تلك الوعود ، ويستيقظ الفقراء من أحلامهم التي عاشوها طوال فترة الحملات الانتخابية ، ويعودون إلى حياتهم الرثة وكأن شيئاً لم يكن !!
شارك هذا الموضhttps://web.facebook.com/afaqhorra/aboutوع:https://www.pinterest.com/?autologin=true
مرتبط