ماذا أَقولُ والمدادُ يقصرُ عنْ رَسْمِ حروفٍ نيِّرات شَعّ بريقُها وفاحَ أَريجُها عبرَ الزمنِ وملأَ الدُنيا عبقاً تتضوعُ بعطرهِ سطور وضّاءة استطاعت أَنْ تشقّ لها أخدوداً وسطَ صخورٍ صلدةٍ ..
ماذا أَقولُ وقَدْ جالَ البصرُ مبحراً في سماوات التجلِّي وبحارِ القداسةِ وفضاءات البطولة والفصاحة والإقدام فارتدّ حسيراً خاسئاً كسيراً ، ففي مثل هذا اليومِ العظيمِ يتجدّدُ اللقاء مع علي الحقيقةِ وصوتِ العدالةِ الإنسانيةِ وعلي نبراس ومتراس لكُلّ الناسِ ، بكلِّ دورةٍ تدور في ميزاب النور وخندق الحرور ، في ضربِ الباب بأَسنّةِ الزاب وقلع الناب على صومِ المحراب وكأنّ فضائلَهُ الحباب في لوح الكون الأَثمد في عين الدنيا الأَرمد علي أخو أحمد ، هو أُنشودةُ العدلِ في فم الزمان فردٌ أرشد ، وليدُ الكعبةِ سليلُ الدوحةِ ترنيمةُ الملائكةِ وتسبيحةُ الملأ الأَعلى ، مبسمُ ضياء الأُفقِ المبين مطمحُ رغبة المستنيرينَ وموضع رغبة المسترشدين َ، نهجُ البلاغةِ نهجهُ ودليلُ الفصاحةِ كلامهُ كيفَ لا وهو دونَ كلام الخالقِ وفوقَ كلام المخلوقين .