آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
في جغرافيا الجسد
لا أؤمن بالمنطق …
حين تهمس لي الذكريات
بسر قديم ..
ويطالبني الحنين
بدفع فواتير الرحيل
سأرفع صوتي عالياً
في وجه القتلى
بهتافات أكثر حماقة
ليس لديهم مبرر
حينما تركوا جسدي
يصلب وحيداً
ومارسو في تشيع جثتي
دور سلحفاة
وأختاروا بذرة قلبي بعناية
سحبوني ببطء ….
لأشرب من اليأس أكثر من كأس
وأحلم بعناق حبيبتي
وحضن أمي
هذه الأرض أُمنا
مشبعة بالخصوبة
ونحن شجرة جفت فروعها
حين تبرأت العصافير
من أغصانها….
أثق في أكتمال العناق
في صدور النساء اللواتي
يدغدن الجسد بالتعري
وبأيادي مرنة . ..
ويزغردن
للرجال القادمين من بلاد
تفتح مفكرة الموت لكل صبي
نحن كعبيد ملطخون بالأتربة
وأنا مُصنف ..
كشخص كافر بالصمت
أتمتم بالأشارات الغامضة
بإتقان وحصافة
أنا لست رصاصة
لوحدة الجنود
بلادي هي من منحتني …
رحلة للتشرد مدفوعة الأجر
لأربي في داخلي صرخة
مُتنا ألف مرة ومرة
وجُرحنا ألف مرة
لا شفاء بذات الرصاصة
يا وطني ياجرحي العميق
ياحبي الأبدي …
العصا بيدك اليسرى ..
وبيدك اليمنى بندقية
فبأي يدٍ ستقرأني السلام
والدماء تحتل البلاط
وتسد الطريق
وأفريقيا تدق طبول الحرب
بنمازج متعددة
من الأمس …
حتي اليوم
وإلى الغد …
يابلادي …
يا أكثر من حياتي
ما نسيت أسمك …
لكنني لم أعرفك
حين لمحتك تبكين
أخر مرة
مددت لك الكف
منديل حب
فلا شيء في خزانة جدتي
غير فلكلور ذكرياتنا الجميلة
ولا شيء في قلب أمي
غير دمعة ..
تحاول أن تخفيها
لأحبك للأبد .
