آفاق حرة
صدرحديثًا عن مكتبة الطلبة الجامعية في إربد رواية (فوق الأرض) للروائي محمد فتحي المقداد،وحملت الرواية بين دفتيها 256 صفحة من القطع المتوسط .
جاءت الرواية مقسّمة على ستّة فصول استوعبت كلّ الحدث السّرديّ للرواية، بقصديّة التأكيد على فكرة الثورة السورية السلمية في بداياتها ، قبل رفع السّلاح ليبدأ العنف والعنف المضادّ، مما تسبّب في مأساة كبيرة تأثّرت بها كلّ الشّرائح الاجتماعيّةِ، والإثنيّات الدينيّة والقوميّة، وخلق حالات فظيعة من التهجير القسريّ، انتشرت على مختلف بقاع الدّنيا.
الظلم السياسيّ الذي تعرّضت له معظم فئات المجتمع السوريّ على كلّ الأصعدة، ساهم في تشتيت شمل المنظومة الاجتماعيّة إلى فئات متناحرة ما بين تأييد ومعارضة، وظهرت مصطلحات جديد ناتجة عن الحرب التي امتّدت لسنوات ناهزت التّسع.
الرواية ركّزت على مخرجات الحرب بنتائجها السلبيّة على جميع المستويات، مُسلّطة الضّوء على شريحة من الأصدقاء كنماذج لما حصل لفئات عديدة.
* بداية نموذج الأم المكلومة بفقد ابنها الذي قتل أثناء اجتياح بلدتهم، وعاطفة الأم الرّافضة لكلّ أنواع التسويات التي تتجاهل الدم المسفوك ظلمًا وعُدوانًا.
* ثم نموذج (نصّار) الشّاب الموظّف المحايد، حفاظًا على وظيفته وحياة أسرته، مقتل أخيه أثناء ذهابه إلى عمله، جعله ينقلب إلى معسكر. المسلحين المعارضين.
* والشّاب(فاضل) الذي اعتقل وخرج بعد فترة زمنية محطّمًا،؛ فضّل الهروب من الجحيم إلى ملاذ آمن في الأردن إلى المخيم، ومن ثم تابع طريقه إلى الهجرة واللجوء الإنساني إلى أوروبا، بطريقة التهريب عبر القوارب وقراصنتها.
* والشاب المهندس معن الذي استشهد، وبطريقة بشعة قتل بعدما أشهر ضابط أمن مسدسه ليجهز عليه وهو جريح على جانب الرّصيف.
* المهندس سعيد الذي أصيب بشظية استقرت في مكان حساس من جسمه، فجعلت منه معاقًا عاجزًا يعتمد على كرسيّ متحرّك في تنقّلاته.
* النّاشطة (هالة نجم الدين) المقيمة في إيطاليا، واختفائها المفاجئ بطريقة غامضة، أثناء سفرها إلى بيروت لحضور معرض للفنون التشكيلية بدعوة من الجهة المنظّمة للفعالية.
منذ البداية أعلن الرّاوي على لسان بطل فصل الأم الشاب (فطين)، بعدما سرد حالة والدته وحزمها وألمها، أعلن خروجه من الرواية، مُفسحًا المجال لأصدقائه أبطال الرواية فضاءات الرواية ليسردوا قصصهم بكل حريّة وشفافية حسب نظرتهم للأمور. ليعود (فطين) في الفصل السادس من الرواية، مؤكدًا أن ما حصل ويحصل للأن هو (فوق الأرض)، وكشف للقارئ مصائر أبطال الرواية الذين انقطعت تفاصيل نهاياتهم.
وبصراحة غير قابلة للتأويل، أعلن: أن المسلحين المعارضين أو أتباع النّظام هموم على شاكلة السّوء الواحدة.