آفاق حرة
( دور الإعلام في دعم المبدع)
اعداد وتبويب : حسن أبو هنية( منتدى الجياد )
….
لا شك في أن للإعلام دورا كبيرا في دعم الإبداع والمبدعين بل وتتعدى مهمته إلى محاولة البحث عن الطاقات وتشجيع المواهب وخلق الفرصة تلو الفرصة للأخذ بيد من لديه القابلية للظهور على السطح والإعلان عن نفسه فكم من نابع اضمحل في تراب نبوغه وكم ذي موهبة انكمش على حاله فظل في حالة سبات صيفي وشتوي لا يجد من يفتح له طاقة من أمل أو يرسل إليه شعاعا من نور..
وقد سألنا بعض المشتغلين بالإعلام والأدب عن ذلك وقد اتفقوا جميعاً على أهمية دور الإعلام وعظيم شأنه في دعم الموهبة وابرازها لمساحة الضوء وقد لفت الأستاذ الكاتب جمعه شنب إلى دور الإعلام النزيه الذي لا يحابي أحدا دون أحد ولا يميل لموهبة ويترك أخرى فقال :
(لا شكّ في أنّ للإعلام الصّادق النّزيه دورًا كبيرًا في دعم وإيصال أعمال المبدعين إلى النّاس، وذلك بالإعلان عن منشوراتهم وتناولها بموضوعيّة وشفافية، من غير تصيّد أو تهريج. فوق أنه يسهم في نشر المقالات النقديّة التي تتناول هذه الأعمال، ولو أنّ هذا الدور قد خبا في العقد الأخير، بفعل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث أصبح لكلّ واحدٍ منبره الخاصّ، يقول من خلاله كلّ ما يعنّ له، حتى من دون ضوابط..)
في حين ذهبت الكاتبة كاري رزق إلى لوم الإعلام بطريقة مباشرة فألمحت إلى أنه إعلام يدعم أدب المسابقات إن جاز لنا التعبير..فكل عمل إبداعي في نظرها حاصل على جائزة ما يستدعي انتباه الإعلام له دون غيره_ والقول لها _ بدليل أن الأمسيات التي تقيمها أكثر المنتديات الثقافية لا تحظى بدعم إعلامي كما لو كان صاحب الأمسية أديب أو مبدع قد حصل على جائزة ما فقالت : (
الإعلام تدعم المبدع في حالة انه فاز بإحدى المسابقات الكبيره فتوجه الضوء عليه بعدها، يعني لا تسلط الضوء عليه من تلقاء نفسها، على سبيل المثال كم تقام من أماسي ادبيه لم نرى أي دور للإعلام وان كان ماذا كان دورها مجرد مقال يحرر والسؤال كم من مهتم قد يكترث لذلك، نحنا بكل صراحه في الأردن لا نغير لا الأدب ولا الفن اي اهتمام وللأسف)
بل وذهبت الإعلامية رابعة العواملة وصاحبة قناة سما الأردن الفضائية إلى الإقرار بدور الإعلام الخطير في دعم الحركة السياسية قبل دعم الحركة الثقافية ففي نظرها أن دعم الإعلام للمبدع في مجاله وخاصة إذا كان من أصحاب الكفاءات فإنه خير هذا الأمر يصل إلى عموم الوطن ويدعم نهضته وتقدمه وقبل ذلك تتركز مهمته في إظهار النماذج المشرفة من المبدعين الذين يستحقون دعم الإعلام المسؤول دون غيرهم فقالت : (يعتبر الإعلام سواء أكان إعلاماً تقليدياً أو الإعلام الحديث الجسر المتين الذي تعبر من خلاله قصص النجاح في شتى العصور.
وتنبثق أهمية الإعلام من دوره الرائد في المسؤولية الإجتماعية والمساهمة في إظهار القدوات والنماذج الإيجابية في المجتمع، ولما كان الشخص المميز أحد القدوات في مجال تميزه ، كان لزاماً على وسائل الإعلام السعي تجاهه وتعريف المجتمع بدوره وأهميته ، والمساعدة في وصول التكريم المستحق لهذا المبدع من قبل الجهات المسؤولة، ذلك أن وصول الأشخاص من ذوي الكفاءات لمواقع المسؤولية يعود بالفائدة على عموم الدولة ، وبالتالي فإن تسليط الضوء على المبدعين دور لا يقل أهمية عن دور الرقابة والإخبار والتوجيه)
فهل نستطيع أن نقول بأن الإعلام لعب بعض هذه الأدوار المنوطة به وهل استطاع حقا أن يدعم المبدعين ويوصل أصوات صرير أقلامهم إلى المنابر المحلية والعربية والدولية وأن يصل بالكفاءات دون غيرهم ليؤكد دوره الفاعل في إثراء المشهد الثقافي والاجتماعي والسياسي وأن يكون لبنة مجد في بناء الوطن وأحد أقوى أسباب تقدمه وازدهاره