كأني أرى أناملك / بقلم : إسماعيل هموني / المغرب

كأني أرى أناملك تفتح للقرنفل ممرات الوجدان ؛ تطعم صغار الفراشات عطر

 

الحبق ؛فلاخوف للماء ؛ إذ تستحم فيه الظلال مترعة برائحة النعناع . فأنت فيحاء

 

البيلسان ؛ وقصيدة ترقص على ثغر الأقحوان .

 

ها هو اللوتس يخيط ذاكرة السفر ؛ كأنه أول الكتاب في مدار العطش ؛لا يعبأ

 

بالصخب ؛ يبلع اليابس من الصلصال ؛ولا يفتت وجه قمح الروح في كل

 

بستان  .

 

تلك رؤياي تفيض من تباريح المسافات ؛ ما فتئت توسع حق الإقامة في السفر ؛

 

تأتي حلما أزرق صافي اللون ؛ ترعى فجر الخيال عند أعتاب الندى ؛ فيورق

 

بياض النسرين في أحداق الغربة ؛ عازفا لحن البقاء للنور الذي لا يغادر .

 

في يدك خطوط من تعالق النبض بالروح ؛ ألمسها بدفء الحياة ؛ كأن الحياد

 

ورقة ساقطة في أمسنا المجاور . فلا الريح تمنعني من الوقوف على أعشاب

 

براريك ؛ ولا الدخان يحجب عني حدائق الماء في عينيك.

 

كأن عينيك كتاب اللوز ؛ أخفى كاتبه أسراره في لون الغياب ؛ وفتح لأهل التأمل

 

احمرار الغسق ؛ لا أذكر كيف عبرت بينهما سالما ؛ في ليل يسيجني فيه الشجن .

 

لعلي كنت ساهما في اللوز ؛لا فيهما ؛ فعبرت كسروة فوق الظل ؛لا تحت الشمس ؛

 

ثم فتحت في  الغموض ثقبا يكسر زجاج الوضوح حتى استبين الغيمة من الحجلة .

 

لقلت لكتاب اللوز : من كتبك ؟ ومن خلدك في عينيها .

 

قال : انظر إلى أناملك وأناملها ستجد أثر البياص نائما مغشيا عليه من أثر النسيان ؛

 

ثم تمعن في السواد فسترى ظليكما يمشي وحده ؛فذانك برهانان  من الكاتب ؛ولا

 

ريب .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!