لأن الفرح واقف ينتظرني على بوابة الوداعة ؛
كأنه يجمع أصواتي كلها في في حنجرة المطر ؛ ويترك ليدي أن تداعب قبرات
الفجر على شجرة الصبار .
يحرضني النبع ؛الذي يسري بي إلى منتهاي ؛ على الصعود إلى إمارة الفرح ؛
متوجا بالغد الأصيل يرفرف على ظلال الشك ؛ويمحو أزيز العتمات من طريقي
إلى الحيرة .
لا أخاف ؛
لأن الحروب لم تعد تكلل بالموت ؛ يموت الناس في قبورهم ؛وهم أحياء ؛
فنظام الحرب تراجع عن منطق الهزائم والتهليل بالنصر ؛ وضحك من عقيدة
الانضباط ؛ لأن الغزو حرائق تشعلها أضغاث الأحلام .
لن أفقد الحياة ؛ وإن عطلت الحروب شهقات الياسمين ؛ وتمادى العبث في تخريب
الانسانية ؛ لأن المجاعة لا تستطيع أن تفشو في الماء ؛ فلن يهرب الفقد من دمه ؛
وإنما يشعل النار في ذبالته ؛ فيخنقه البحر من صدره.
لا أخـاف ؛
لأن الأوبئة لا تسممني ؛ مادامت العروة المانعة للخوف توسع رائحة الحياة ؛
في رئة الرحلات. فينبو التفكير في الشمس بداية المرور من فوق الأرض بلا
انحناءات ؛أو فجائع محتملة.
لسنا في حالة حصار مقيتة ؛ ولا نفتح للضوضاء كوة العبور ؛ حتى أرى الكون
يسبح في الغيم ؛ يدوخ الهزيمة ؛ويخيط ارتباكاتها بعقيق الحقيقة في بيتنا العتيق ..