لم أر انعكاسي على المرآة ولامرة
لذلك كرهت الوقوف أمامها دائما ..
كدمية محطمة ،كانت عيناي دائما إلى الداخل حيث المرأة التي تشبهني ..
المرأة التي عاشت في زمن سابق ، والتي أنا هي الآن
المندفعة للتعبير عن مشاعرها تجاه الأشخاص والأشياء بشكل واضح، لا يناسب هذا العالم على الإطلاق..
هذه الروح الممزقة الواصلة من الماضي الى جسدي ، كانت إنذارا واضحا بالموت ،
الموت الذي صار ندا او رفيقا
اغلبه ويغلبني مرة تلو الأخرى دون نهاية لدوامة الرمل المنساب من العمر تحت ضوء الشمس ..
كان ذلك مقلقا ولئيما وحادا ..
الرغبة في أكون آلهة وسط العماء دون جسد او جنس ..
الاندفاع اللامعقول تجاه الآخرين
او تجاهلهم تماما كأنهم ليسوا موجودين على الإطلاق ..
تلك الفردانية التي رافقتني مع الروح القديمة كانت خفيفة وثقيلة في ذات الوقت ، وقت الضباب او الصفاء
وهذا الانغماس اللاواعي في الذات المهدد بفقدانها او تأكيدها على حد سواء ..
حيث من غير الممكن تمييز الشعرة الصفراء الناعمة تحت حدة أشعة الشمس ،
تلك الفاصلة بين الوهم والحقيقة ،بين الصحو والحلم
الرغبة والتعالي عنها ..
وتجرع الألم على شكل إعصار لا يبقي ولا يذر ..لاما كل أحشائي لافظا اياها الى قعر البركان حيث تغلي حمم الروح القديمة المجنونة ..
هذا الانقسام المقترن بالموت ..موت المرأة التي كنتها قبل ان اولد او موتي ..ووحدة الموتين
هذا الانقسام البارد والحاد والحارق ايضا ..
كان كافيا حتى اختار الفردانية المكتظة بالذوات خلف روح امرأة هشة وجياشة وحزينة ،تعشق العدم وترى موتها محاذيا لكل فعل او اقتراب او وصول
بلا هدف او غاية او حتى سعي لكسب اي شيء على الاطلاق ..
كانت ترغب ان تكون كل شيء على الاطلاق ايضا ..
شيء مهاب وساطع يحدد حوافه العتم خلفه ويرسم حدود الوقت المتبقي لوصول النجدة او استجلابها
النجدة المتمثلة بالرحيل والخسارة واستساغتها على مر الوقت،وكأنها ربحا وحيدا ..
الخسارة هي الربح الوحيد ،
الآن وانا اكتب هذا الكم الكبير والمكثف من سوء الفهم
لابد لمن يقرأ من شم رائحة حرائق، وتخيل جلد ملذوع ومشوه
هذا ليس مهما .!.
عليه فقط ،ان يتخيل
كم من التشوه لحق بالروح !
وكم من الالم قد ذاقت ..!
وكم عليها ان تصمت لتأخذ قرارا يقرنها بالفرح او الموت
واضعا نصب المشهد خلفية النشأة ،والظرف
ومقدرا على نحو دقيق حجم البشاعة اللانهائية التي تلف العالم المارد التعبان ،
الذي سيطلب النجدة قريبا من الفرح او الموت