كيفَ بي وقَدْ نزلَ الحِمامُ بساحتي ، هُنا تشتعلُ هواجسُ السوآلِ تضيقُ مساحاتُ الرُؤى عمّا هو آت تحترقُ أوراقُ الأُمنيات المؤجّلةِ والمواعيد الغافيةِ علىٰ شفيرِ الزمنِ المولعِ بالحرمان ، ما أقساهُ من ليلٍ يُؤَرِّقهُ شُوَاظُ السَهَرِ يثقلهُ خسوفُ القمرِ ، تضطربُ النفسُ فتمرّ الصورُ تَتْرىٰ تستفزُ المشاعرَ تغدو كأشباح في ليالٍ معتمة ، تفتشُ عن ذراعٍ تتكئُ عليهِ أو يدٍ حانيةٍ تهدهدُ مهدَ نوارس حزينة يسليها عن قضم أصابع القلقِ فقدْ هاجتْ بحارُ الشوقِ ونفد رصيدُ الأشواقِ وتزاحمتْ شُهُبُ الجلدِ علىٰ جمرِ الرقاد ، فتناثرتْ خصلاتُ الشجنِ علىٰ جبين يستشرفُ البقاءَ حتىٰ حين ريثما تنجلي غبرةُ العَوَقِ القادمِ منْ محيطات مشغوفة بالصدود ، تقارعُ جموحَ الرغبةِ تَئِدُ الشواطِئَ فتصدّها عن معانقةِ الماءِ ، ترى أيّ غَيمةٍ هذهِ التي تحولُ دونَ شمسٍ تذيبُ حمرة َالشفقِ ، أتراها آخر غيمةٍ ستهطلُ علىٰ سواقي الدمع ِفيأفلُ نجمُ السعدِ ويبزغ كوكبُ الغرقِ أم إنّها مزنةٌ عابرة لا تلبثُ أنْ تزولَ فتدعُ الظِلالَ تتراقصُ على سطحِ الماءِ ليبدأَ العَدّ من جديدٍ لشروقٍ مُقيّد وأملٍ موؤود .