مر الغريب بي يسألني.. هذا الليل المتغلغلفيك، ألا يعرف سبيلا غير عينيك؟ أجبته : تحسس أيها الغريب .. لعلك تجد في وجعي بعض السلوى.. لعلك تجد في هذا القبر.. هذا الركن بين أضلعي.. بعض الدفئ.. لعلك تجد في غربتي وطنا.. و في خراب موطني مأوى.. تحسس إذن .. حاول أن تقترب.. لا تبتعد.. قال : ياشاعري الجليل لو أن لهذا القمر المتعالي قلبا كنا رأيناه غبارا تفتت من اغتراب قلبك و شوقك قلت : يا عابر السبيل خذني معك في غربتك فغربتي في نفسي .. لم تعد تكفيني.. طأطأ رأسه ومشى الهويني متلعثما في كلامه.. ﻻشيئ معه سوى خياله.. وما شاطرني من حديثه .. ثم صرخت بكل قواي .. مخاطبه وقلت : لو أأملك حيلة ، ما بلغت الشمس معك أي مغيب و لا اشتقت إلى النجم المتغطرس البعيد…..