بقلم اللواء سعيد حجازى
جريدة آفاق حرة
الإحتيال مرادف للنصب ويتطلب محتال أي نصاب ومحتال عليه طماع وموضوع احتيال يمثل الغنيمة وأول المحتالين كان الشيطان الرجيم حينما أحتال على آدم وحواء وتسبب في خروجهما من الجنة وكل محتال هو شيطان. وأحتال فرعون على شعبه وأعانه الكهنة فعبدوه واعتبروه إلها وقديما احتال قارون وجمع مال ما تنؤ بحمل مفاتحه العصبة أولي القوى وأغتر بعلمه وماله وادعى أنه حصل عليه على علم عنده وحسده قليلي العقل ولما خسف الله به وبداره الأرض لم ينفعه ماله واحتياله وندم حساده وقيل في احتياله سرق فيالميزان بأن أشترى بأوزن أستخدم فيها أحجار ثقيله وباع بأوزن أستخدم فيها أحجار أخف متساوية في الشكل والحجم ومختلفة في الثقل فيكون مطففا في الميزان وقيل أنه حول المعادن الخسيسة لمعادن نفيسة .واحتال الكثير من الكهنة ورجال الدين على المتدينين وأكلوا أموالهم بالباطل وكنزوا من وراء ذالك الذهب والفضة فالمحتال طماع والطمع غريزة فطرية في الإنسان فلو كان له وادي من ذهب لتمنى الآخر ولا يملأ عين ابن آدم غير التراب وتمتلئ صفحات الحوادث بقضايا النصب والنصابين ويحيط بنا اليوم محتالون من كل صوب وحدب فهذا يخدعك بالمشاركة في مسابقة بالاتصال وأخر يخدعك بمكسب جائزة اليناصيب للفوز بمبلغ كبير أو تأشيرة أو……..وإعلانات تحيط بنا كلها كذب وأحتيال وخداع لإفراغ مافي جيبك من… وللاحتيال صور لاحصر لها تختلف من مكان لآخر ومن زمان لآخر وعلى كل المستويات الثقافية وفي كل الطبقات من الباعة الجائلين الى الحكام والأقتصاديين ويعد محمد علي باشا من الحكام المحتالين بقوله عندي حيل أكثر مما جاء به الشياطين ومنها أنه تخلص من خصومه السياسيين وهم المماليك بتدبير مذبحة القلعة الشهيرة. ويمثل الهاكروصناع برامج مكافحة الفيروسات محتالين ولا تنتهي الحيل مادام في الدنيا نصابين وطماعين.
يعتبر الغش في الإسلام فعلا محرما وسلوكا مذموما وقبيحا بالإجماع ومن الأدلة على تحريمه :قال اللَّه تعالى وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ قال: (من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.