وكذلك طي الايام
نقفل أزرار قميصها واحدا تلوى الآخر.. نستر عري مامضى دون رضى.. نتعمد إغفال القليل من الأزرار هي منافذنا على الجمال.. تلك باقات ورد عبق للأماكن وعبير للازمنة.. وتلك بطاقات حب ترقص والوهج في غرفة حمراء.. من حروفها تتشكل كتب الاحساس لكل صباح.. يرتلها الليل على مسامع العاشقين وانا .. على الرف الأيسر من ذاتي ارتبها بعناية وبملمس حريري انفض عنها الغبار من حين لآخر افتحها أحرر العصفور النائم بين السطور.. ينقر القلب.. ومن الزمن الجميل هنا إذاعة الغناء على التوالي :عبد الحليم.. فيروز.. وماجدة… مع كل شريط اهيم وانية الفخار القديم في يدي.. ماؤ ها العذب للصفصافة العتيقة في الاصيص الأعمق من ذاكرتي تلك التي تكبر معي تعانيقني نسبح معا في سماء الغيوم الحبلى بالاحلام..ومضى العام
اشهد ان أنثى الفرح ليست عقيم وأشهد انها تلد انات يدفنهن عوز المادة والمعرفة حيات.. تدهسهن الحضارة المتلالئة في الآفاق تلك التي في عمقها نركب كبسولة الزمن لنعود سريعا للوراء صوب الجاهلية الأولى وتقاليدها واعرافها القديمة مرورا بدهاليز العتمة المهجورة الا من ألارواح الشريرة التي مازالت تتغذى على الجمرات الحية في رماد الربيع.. مرت كل الفصول.. وطال موسم الثلج وعاد التنين لينام في سبات عميق تحرقنا أنفاسه الباردة على مهل.. وللعام القادم انشودة الحلم و الأمل المتكررة كل عام