وَطَنِي ينزف بِالشُّهَدَاء/ بقلم : أنسام فريد يوسف – فلسطين /غزة

….
لَكِنَّهُم أَوْغَاد . . .
نَعَمْ هُمْ أَصْحَابُ الْفَسَادُ فِي الْأَرْضِ أَبْنَاء الْيَهُودِيَّة . .
يُرِيدُونَ أَنْ يُثْبِتُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْحَقِّ بالإفتراء
لَكِنْ دُونَ جَدْوَى . . .
لَقَد ظَهَرُوا كالفئران مِنْ بَيْنِ الحاويات والقمامات ،
وَهَذَا الْمَشْهَد الَّذِي يَتَكَرَّرَ مَعَ كُلِّ يَوْمٍ،  وَأَطْلَقُوا يصوبون بنادقهم النَّجِسَة نَحْو قَلْبُهَا الطفولي . . .
وَأمَام صَدْمَة الْمَشْهَد لَمْ يَعُدْ بِدَاخِلِهَا أَيْ حَوْلِ وَلَا قُوَّةَ قتلوها بِكُلّ حقد وكراهية بِكُلّ هَمَجِيَّة فلَا قَلْبَ يَنْبِض بضمير لَدَيْهِم!
بَيْنَمَا الرَّصَاص يَخْتَرِق قَلْبُهَا وجسدها الصَّغِير كَانُوا يَصْرُخُون وينبحون كالكلاب، وَمَا هِيَ إلَى لَحَظَات لَقَد رَحَلْت إلَى أَبَدِيَّةٌ الْمَوْت!
أمام أعينهم الوقحه وهي بِذَاك الزِّيّ الْمَدْرَسِيّ الَّذِي ذَهَبَتْ بِهِ وَلَمْ تُعَدْ !!!
بَيْنَمَا أُمِّهَا قَفَز قَلْبُهَا وفجأة!
وأصابها ودب الرجيف بها ، أَجْل وَإنَّهُ قَلْبُ الْأُم، خَرَجَت مُسْرِعَة تُنَادِي ف الظَّلَام !
دانيا، دانيا، دانيا. …
أَشَارَت والدتها إلَى التَّلْفاز  بِأَن الفَتَاة الشَّهِيدَة الْمُلْقَاة عَلَى الْأَرْضِ بِحِجَابِهَا الْمُلَطَّخ بِالدِّمَاء بِأَنَّهَا هِيَ دانيا، لَقَدْ خَرَجْت لمدرستها وَلَمْ تُعَدْ !!!!
ابْنَتِي، ابْنَتِي،ابْنَتِي……
وَلَا رَدَّ سِوَى صَدَى صَوْتَهَا الْمُوجِع الَّذِي يَدِبُّ فِي الْإِرْجَاء

أَبَاهَا وَقَف أمام المحتل اللعين بِكُلّ قُوَّة يَرْفُض الضَّعْف وَالِانْكِسَار أمَام حقارتهم يُرَدِّد (ابْنَتِي شَهِيدَةٌ وأنا فخور بها )!! هدموا بَيْتِه وَضَلّ يَتَظَاهَر بِالْقُوَّة وَلَم يَنْحَنِي..!
أجل إنها زهرةَ مِنْ زهرات فِلَسْطِين!
هِي الشَّهِيدَة: (دانيا رَشِيد) إبنة فِلَسْطِين مَنْ خَلِيلٌ الرَّحْمَان…
وَمَا هي إلَّا أَيَّامٍ وَمَنْ هول الصَدْمَة خَرَج شَاب بِكُلّ غَضِب ليثأر لدماء دانيا، وَلَمْ يُعِدْ اِرْتَقَى شَهِيدًا كجمال الشمس وأعمدتها الذهبية بَل وأَجْمَل!
وَسُمِّي بعريس دانيا وعرسان الجنةة اجتمعوا مِن عَزَاء إلَى عُرْسٍ وَكَانَ الْمَهْرُ هُوَ الدِّمَاء . . .
فجنازات شهدائنا أَعْرَاسٌ . . . .
نَعَم بِفِلَسْطِين فَقَط كان الْمَهْرِ هُوَ الدِّمَاء .
. . . .
وَمَا هُوَ إلَى بِضْع شهر لَقَد لَحِقَ بِهَا أَخَاهَا  لَقَد ثَار لِدَم أُخْتُه ووتين قَلْبِه، وارتقى شهيدا إلى الراحة الأبدية
والسلام التام، وَلَقَد خَيَّم الْحُزْن بَيْتِهِم الصغير مِنْ جَدِيد
. . . . . . .
لَقَد ذَهَبُوا وانتزعت الرُّوحُ مِنْ عَلَى هَذِهِ الْأَرْضَ إلَى أَعْلَى نُقْطَة بِالسَّمَاء …
وَمَعَ كُلِّ شَهِيدٌ تَزْدَاد فِلَسْطِين قُوَّة وَمَكَانِه مُدْهِشَة وَصَبَر وَطُمَأْنِينَة مِنْ اللَّهِ…
بَيْنَمَا بِكُلّ بَيْت فِلَسْطِينِي قِصَّة نضاال ، قِصَّة شَهِيدٌ ، قِصَّة أَسِير ، ، مُعَانَاة ،، والوطَن ينزف بِالشُّهَدَ
، ……إلا أن القوة بنا لا تنطفأ لا تنطفأ، قُوَّتَنَا في تلاحمنا هو بِحَدِّ ذَاتِهِ انْتِصَار….
…سنقف تَحْت عرش الْعَدْل يوماً مَا، وَاَللَّه شَاهِدٌ عَلَى ذَلِكَ،ُ وَإِلَى اللَّهِ اشتكينا وَكَفَى .

لَنَا اللَّه يا فِلَسْطِين
اللَّه غَالِب
لَن ننسى

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!