تتزايد المواقـف تبعا لما تُحدثه هـذه الغنيـمةُ أوْ تلك ، في عُـــقر
دار الذّاكرهْ ، فينطلي ذلك كلُّه على الفرد كَهَيْكَلٍ وكنفسٍ شاعرةٍ ،
مُتفاعلةٍ ، مأخوذةٍ بما يتراءى لِعَـيْـنَيْها من جميل المظاهر وسيّـئها
من قبيح المواقف ومُستحسنها ،، و وجدتُّني بعد هذا التّفلسف متسائلا ،
أردّد في دنيا القَــيْلُولَهْ:
ـ إلى أين المسير، وهذا الإرهاق ينزف في أحشائي ؟؟ أراني مُنهكَ
القِوى ، ثمِلاً بما يُشبه الأرق ،، هربتُ من زنزانة الحرارهْ ،، الشّمس
أهدرت دَمِي ،، فتّشْت في حافظة أسراري عن عنوان لذي دِرايةٍ طِـبّيةٍ ،
عساه يُطمئنني ، بعدما أصِبْتُ بلدغات الشمس القاتلهْ !!
***
لم أجد غيرَ عنوانك أيها الشاطيء ،، وها أنت ذا تسمعني أهمس في
أذُنيْك أنّي بجانبك ،، فَهَـلاّ راعيتني ،، هَلاّ رقّتْ نفسُك لحالي ؟
أم تراك تأخذ بي إلى حيث التي أكرهها في حَضْرَتِك ؟؟؟
ـ إنها تسمع حديثنا !!،، انظر ،، هل تراهـا ؟؟
ـ تَعني هذه الضعيفةَ أمام جَبَروتي ؟؟
ـ و من غيرها أعني ؟ ،إنها هي !!، مُطاردتي !!
ـ أنا أيضا أكرهها !!
ـ ماذا قُلت ؟ ،، تكرهها ؟ ،، ما لك يا بحر ؟ ،، بأيّ منطق تتكــلم ؟؟
ـ إنها تجلب لي المُشكلات وتُحمّلني الكثير !!،، أما تـرى كم شخصاً
يقـف على طول شواطئي ؟؟ ،انـظر القاذورات ، إنـها مـظاهر تـُفسد سُمعتي،
تجعلني أتألّم !!،، وفضلا عن هذا،أن الكثير لا يحترم هَـْبَـتي
وجَلالي ، بعدم احترامه ما نصّتْ عليه قوانيني ، حين السّباحة في كياني
!!
ـ صدقــتَ يا بحر !!
عُدتّ إلى نفسي ، فوجدتّ الذاكرةَ قد اكتنزتْ وحالتَها قد أحدث فيها
هذا الجاثـمُ أمامـي أكثر من خَـدْش ، وبقيتُ مُستلقيا على رماله
الذّهبيهْ ، أنتظر ابتسامةً منه ،، ابتسامة تكون بمثابة إشارة لي ،
لتأجير غرفـة على سطـحـه ،، لا في أعمق أعماقه ،، وكنتُ وقـتَـها من
المنتظرين !!!.