يا بُلبُلُ لَحْنُكَ مُلتَهِبُ
في صوْتِكَ جرْحٌ ينْتَحِبُ
ما بالُ الهَمِّ يؤَرِّقُكَ
ويَدُقُّ على الوَتَرِ الغَضَبُ
منْ عيْنِكَ نَلْحَظُ آهاتٍ
بِجِدارِ فؤادِكَ تصطَخِبُ
لا تعْرِفُ مَعْنًى للمَنْفى
والحُزْنُ بِروحِكَ يَنْتَقِبُ
عَلِّمْنا قِصَصَ الأحْرارِ
عنْ قَيْدٍ دَقَّتْهُ النُّشُبُ
علِّمْنا السَّفرَ بِلا إذْنٍ
ليَعودَ الإبنُ المُغْتَرِب
ُأسْمِعْنا صَوْتَ الحريَّة
نعلو وَتُجاوِرُنا الشُّهُبُ
انْظُرْ يا طيْري لأحْوالٍ
ببلادِ العُرْبِ لها العَجَبُ
في الأمَّةِ ضاعَتْ أمْجادٌ
ووِسامُ العِزَّةِ مُنْتَهَبُ
انطَفَأتْ بسْمَةُ أطْفالٍ
بِحِجارَةِ حَرْبٍ قدْ لَعِبوا
في القُدْسِ عَروسٌ قدْ زُفَّتْ
بِدِماءِ الثوْرَةِ تَختَضِبُ
الشامُ تُنادي مُعْتَصِماً
أمَلاً منْ ألَمٍ يا حَلَبُ
في مِصْرَ قِيانٌ قد سادَتْ
والثوْرَةُ مزَّقَها الطرَبُ
في اليَمَنِ السَّعْد يَسيلُ دَماً
والبلَحُ المأبورُ الحَطَبُ
أطْنابٌ تُضْرَبُ بِسُهادٍ
في الأمَّةِ يُرْديها النَّصَبُ
العَزْمُ يَئِنُّ بِلا ألَمٍ
والهِمَّةُ تُطْفِئُها السُّحُبُ
بالخِسَّةِ وَأَدوا هَبَّتَنا
وسُيوفُ العُرْبِ غَدَتْ خَشَب
قُمْ يا طيْري وازْرَعْ أمَلاً
يسْقيهِ الدَّمْعُ المُنْسَكِبُ
ولتُطْرِبْ مُهْجَتَهُمْ عَدْلاً
ولتَحْيا بالطرَبِ العَرَبُ