لكن كلارا! لماذا تحمرّينَ و أنتِ تقرئينَ الجريدةَ؟
إنّها جريدةٌ محترمة.
أُنظُري الى نفسِكِ! أنتِ شاحبةٌ وباردةٌ كالجليدِ!
ما الذي يُشقيكِ؟
– يا أُختي! لا تُقاطعيني و أنا أقرأُ!
قلبي يكادُ ينفجِرُ!
إنني أُتابعُ أخبارَ الجيشِ على الجبهةِ،
وقد شارفتُ على الإنتهاءِ.
آهٍ، فعلًا الحربُ اللعينةُ هذه تشغلُ البالَ!
لكن هناكَ ما يُعزّينا:
ليسَ هناكَ أحدٌ من أقاربِنا في الجيشِ…
ما بكِ يا كلارا؟ أنتِ ترتجفينَ!
– آهٍ يا أُختي! لا تُقاطعيني و أنا أقرأُ!
قلبي يكادُ ينفجرُ!
إنني أقرأُ أسماءَ من سقطوا في القتالِ،
أقرأُ لائحتَهم الطويلةَ.
آهٍ نعم! ما أكرَهَ الموتَ العنيفَ!
كثيرونَ يخسرونَ شبابهم.
لكن شاهدي! أصبحَ لونُ خدّيكِ قرمزيّ!
لماذا؟ عمّا تقرئينَ الآنَ؟
– آهٍ ياأُختي، إنكِ لن تفهمي ذلك،
إنّي أقرأُ خبرًا مُفرحًا:
الأبطالُ يُحقّقونَ الإنتصاراتِ،
لم أكُن أَعْلَمُ.
ما الفائدةُ، أنّكِ تبكينَ و تضحكينَ في آنٍ واحد؟
إنّكِ لا تُفكرينَ إِلَّا بالحربِ.
سوفَ يأتي يومٌ يسودُ فيه اَلسَّلامُ ثانيةً.
دعكِ من هذا، لا تشغلي بالكِ بالحربِ كثيرًا!
– آهٍ، أُختي! إنّكِ لا تفهميني؛
لا تفهمينَ و لا تعرفينَ:
أنَّ البطلَ الذي أقرأُ عَنْهُ هو حبيبي،
ها قد أفشيتُ سرّي!