ترجمة: محمد العرابي
………………………………………………….
مَنْ يَكْتُبُ؟ الجُوعُ. الشَّرَهُ يُفَتِّشُ،
يُحَرِّكُ فَزَّاعَةً أَمَامَ الأَعْيُنِ الفَارِغَةِ. لَيْسَ ثَمَّةَ مِنْ حُرُوفٍ،
ثَمَّةَ نَهْشُ أَسْنَانٍ. مَا يَصُدُّ وَيَعُضُّ.
الضَّرَاوَةُ فِي الكِتَابَةِ: كُلُّ حَرْفٍ جِذْعٌ مَقْطُوعٌ، مِسْمَارٌ
يُحَزِّزُ فَخِذَ الصَّمْتِ.
مَنْ يُجِيبُ؟ صَوْتُ مَبْحُوحٌ. سِنُّ
قَلْبٍ مَجْرُوحٍ يَذُوبُ فَوْقَ طَرِيدَتِهِ
وَيَتَنَفَّسُ أَسْئِلَةً.
هَذَا قَابِلٌ لِلأَكْلِ. شَرَاهَةُ الفَرَاغِ.
………………………………………………….
خورخي بوكانيرا Jorge Boccaneraشاعر أرجنتيني من مواليد 1952. شاعر، مسرحي، كاتب مقالات، ألف حوالي عشرين كتابا. حصل على جوائز قيمة من أمريكا اللاتينية، إسبانيا، إيطاليا. قصائده تندرج ضمن تيار يبذل كل ما في وسعه ليضارع الحياة. يحمل شعره رواسب العنف الديكتاتوري، ولكن أيضا الأخوة، والدعابة، والسخرية، والعزلة، والإيروسية التي تعطي لشعره توهجه وقوته اللغوية.
عندما سئل خورخي بوكانيرا عما يمثله الشعر بالنسبة إليه، أجاب: “يحمل الشعر بالنسبة إلي نسمة السفر، واللامرئي، والمغامرة، والحرية التي تتوسع عند كل طريق جديدة، هو لهاث الإبحار الذي يدخل أماكن غير معرفة. إنه إذن هذه “الأرض الأخرى” المتذوَّقة، والمستشعرَة، المستشفَّة بالكاد في عيون المسافر. إنه الربورتاج الأعمق الذي يمكن أن ننجزه حول الواقع، مع بعض الكلمات البئيسة العائمة على سطح المياه الشاسعة للصمت. في حوار الذوات، والمراسلات تحت أرضية، يبحث الشعر دوما عن مركز الاحتدام والشدة”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصائد عن الترجمة الفرنسية المنجزة من طرفJacques Ancet et Jean Portanteجاك أنصي وجان بورطانط، المنشورة في كتاب “شفاه بأغصان مكسورة وقصائد أخرى”،2013.