الساعة الواحدة / بقلم :إيمان طلال مراد

لساعة الواحدة بعد منتصف الليل، و التفكير يوشك على إهلاكي، حتى  أنني لم أستطع النوم ، وقفت أمام النافذة لأرى نور البدر الذي أبلج لي دهمة الليل، حينها تذكرت البدر الذي  بذل مهجته في رعايتي، و الذي أضاء دربي ، لكنني لم أستطع الإحتفاظ به ، فلقد تركني وحيدا منذ عدت شهور ، شعرت باليأس و بالوحدة دون قمري ، و أرق القلوب عليي ، و دون أم تكرمني بعطفها،و أيضا أدركت أن الموت حق و أن الحق لا مفر منه، تذكرت ذنوبي التي أرهقتني و لم أستطع النوم بسببها،قررت التوبة ، قررت الرجوع إلى الطريق الذي لطالما حدثتني عنه أمي، بدأت بتنفيذ قراري في ذات اللحظة، أتجهت إلى الغابة لاسير لوحدي في ذلك الهدوء، أصغي لأعظم كلام نزل على وجه الأرض كتاب الله، أمضي و البكاء ينهدر من عيني كالشلال ، و التفكير في ذنوبي يتضاعف، هل ستغفر لي؟؟؟؟ …..، و إذا بي أسمع قوله تعالى: ( و هو الذي يقبل التوبة عن عباده و يعفو عن السيئات و يعلم  ما لا تعلمون ) الشورى، لأتوقف عندها و يطمئن قلبي، و تهدأ روحي و الضجيج الذي كان في داخلي، بعد استماعي لمن لا يريد خيرا لي بعدم المغفرة و عدم قبول التوبة ، لكن كاد جهلي بمغفرته سبحانه وتعالى أن يقضي عليي، فإن الله وحده الذي يعلم ما في أعماقي من الرغبة في السلوك الصحيح، حتى و إن كان عملي السابق لا يوحي بذلك، فعندما شاهدت ظلي مختلفا عني أحسست أن ما ذكرته كظلالنا في معظم أوقات النهار او الليل، لا توحي للناظر مظهر صاحب الظل ، لأنه يعلم أن ظله مختلف عن مظهره ، و عندما علمت بمغفرته سبحانه شعرت أن الحياة قد بدأت لدي من جديد.

أخبرتنا بعدم سلوك الطرق الملتوية و مع ذلك سلكناها، و أنت من تتيح لنا الفرصة لنعود إلى ذلك الطريق المستقيم ، فكم أنت عظيم يا الله !!

 

 

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!