سرعان ما يُلقي الليل بستائر ظلامه فترفعها عيناي متعقبة المكان، مُذ صار لونه الأسود رفيق الروح، وسكونه لِحافا لي، يَحويني حالما أستيقظ من رمضاء سنيني العِجاف الطِوال، كليالي الصَماء، بيني وبين روحي الخشبية العرجاء، بشعلة عود ثقاب خائفة متلجلجة، تتفحم وتندثر.
صاحبتُ وحدتي ولم أعد أصاحب صاحب أأخاف من بوحه الصاخب ولسانه المتسلط أم أخشى من نفسي التى يوما لم أصاحب؟.
بعدها يطل علي سقف الغرفة لساعات بسبب الصفون والوحدة الكئيبة وربما الانتظار، وبينما أضطجع على سريري تخرج من بطن الظلمة صور الفرقاء وأصوات الغرباء، تبسمات الأحباب من عايشوني ومن منهم قد رحلوا لأضحى صاحبة وحدتي، صور ارتشفت ملامحها لسنوات ليضيق الصدر ويحتضن القلب أرواحا في أحلامي أباتو وفي ذاكرتي أقاموا مأتما وعويلا، تتردد إلى ذهني كلماتهم تصطك أسناني من ذلك الصوت الجهور، حبيسة أنفاسي مُغمضة العينين، إلهي كم غَدوت في وحدتي أترنح كأنها خليلتي، تشاركني وطأة الماضي ولا تدفعني إلى للإنغزال، حتى جدران الغرفة كأنها تَتلاطم من فوقي، وما علي فعله سوى قولي حُبا وطواعية، هذه وحدتي أصبحت تضمني إلى كنفها كل يوم، تبتعث منها مكاييل الحب كل ليلة فأغرق فيها أكثر وأكثر، أنا صاحبة وحدتي التي لم تعد تصاحب صاحب.