لا أعلم.. هل هي الغربة من فعلت بي هذا.. لا أعلم.. هل هو الشوق من جعلني أعاني هكذا.. لا أعلم.. هل هي الكآبة من جعلتني أشعر بهذا.. في الحقيقة نعم لا أعلم.. لا أعلم ماذا ومتى ومن ولماذا حصل هذا لي.. لا أعلم هل أن أحدهم فعله أم أن هذا ما ارتكبته يدي.. فكرت قليلاً وتعمقت.. هل أن شعوراً كهذا مر به من كان قبلي.. أو يمكن القول هل أن تجربتي هذه ومعاركي هذه قد عاشها أحدهم.. فكرت كثيراً.. لكن لا أعلم.. ما كنت أعلمه فقط أن ألمي هذا لا يحتمل.. وأن معاناتي هذه لا تطاق.. وأن تفكيري المستمر بما لن يحدث لا ينتهي.. ثم اكتشفت في النهاية أن لا أحد عاش كما عشت لأنه لا يطاق.. كم انتظرت من فجر ولم يولد.. كم تنبأت بانبعات ولم يُبعث.. انا الآن في الحلقة الأخيرة..في الفصل النهائي أتجه لكي أسلم الراية وأعلن يأسي من هذه الدنيا.. خلعت لباس الحرب والمعارك وها أنا أتجه نحو التوقف ولكن هذه المرة إلى الأبد..
ولكن.. ما هذا .. من هذا.. ماذا يحدث.. توقفت قليلا.. هناك شخص يناديني.. هناك أحد يقول لي توقف.. هناك صوت يقول لي لم تحن النهاية بعد.. ما زال في الحكاية فصول وملاحم.. هيي .. يا هذا.. من أنت .. من تكون.. كنت سأعلن استسلامي فماذا فعلت..
نعم لقد أتى.. أتى الفرج بعد المصيبة.. وأتى اليسر بعد العسر..وأتت المنحة بعد المحنة..
يا الله.. ما أجملها من منحة.. يا الله ما أروعها من فرحة.. لقد قدمت كل ما أملك وضحيت بما في مما يمكن التضحية فيه.. ولكن الله لم يخيبني.. لم يردني مكسوراً.. لقد سمع ندائي.. لقد أحس بنقصي.. لقد لبى من ناداه وقال يا الله.. أغثني..
هل تعلمون ماذا يشبه.. يشبه أول شعاع صبح بعد ليل حالك.. يشبه ضوء قمر في ليلة ظلماء.. يشبه بذرة صالحة في قلب فاسق.. يشبه ضوء شمس ضوت على بحر لجيٍّ في قطب العالم الشمالي بعد أيام من الليل.. يشبه من حاول ألف مرة إلا واحدة وجاء ليستسلم فأوتي إلهاماً أن حاول أخيرةً فحاول فنجح.. يشبه أديسون بعد ألف فشل أعقبه نجاح.. يشبه صاحب محل kfc الموظف المتواضع الذي أصبح مليونيرا بعد التقاعد..
إنه يشبه حياة بعد ممات..
يشبه من قيل له قاتل وسيأتيك الفرج فأتاه الفرج..
نعم.. إنه يشبه حياتك