على حافة اللّيل ارتطم القلب بمسكنه.. منساباً حول تشتّته..حيراناً صبّاّ في هيام الذكرى..مذعوراً من ألم الفقد منتشيّاً من لوعة العذاب..ويحه من عذاب!!!بل أشبه بنفخة الرّوح الأخيرة لوداعٍ انتشلته حياة البرزخ…أشباح اللّيل في عراكٍ بطوافٍ دون انقطاع مع مسار شريان الحياة…صداعٌ تجاوز عوالم رأسي وإذ به يغزو حدود قلبي..أوَللقلب صداع!!نعم..ولاحبذا من يكون..هاأنذا أدبَرُ عن ذاتي كطيورٍ تحلّق عالياً تبحث عن موتها متجاهلةً لتبدلات الفصول..كأصمٍّ يجول في احتفالٍ يبحث عن أذنيه بين قرع الطبول..وكأنّني في دنياي أزاول حرفة قلبية بائسة أستجدي البقاء أرتشف من ظلمتي قطرات الحياة لبدايةٍ جديدة لولادةٍ أخرى بعد أن أُجهِض قلبي من رحم عيني لتشيّعه الأقوال بخطيئة الافعال في عزاء الايام ..ثمة ارتجافات استكانت داخلنا…الأيادي ترفضنا والقلوب تبعدنا في منفى عن ذواتنا وإذ بتمتماتٍ يتفوّه بها ثغر الزمان قارئاً تعويذات الحزن في مقلنا..نخضع لِكُسراننا نستمع إايمائات شيطانية ننتشي من عذابنا نتجرّد عن بشريتنا..نخبو في زاوية في ظلام دامس في ركن مهجور.. صرخاتٌ بكماء يتفوّه بها بكاؤنا ..نحاكم أنفسنا على خطيئة الايام بحبلٍ صنعته لغة الصّمت ليلتف على أعناقنا تبتلع حناجرنا وماتأويه من ثرثاتٍ وكلام..لتعلو الأنا بحروبٍ مع الذّات لتنتفض في سبيل سكرة الحياة لتدرك أنّ شقاؤنا يكمن فيما تبقى لنا من أيام..فنكشف عن عذرية الأحلام..نسخط على ذاتنا حد الانتهاء لنولد النور من رحم الظلام أمّا إن استسلمنا فسلام الشّقاء علينا وعلى الدنيا السلام..